أين السيد ريال ؟!

16/10/2017 0
عماد العبد الرحمن

أطلقت البنوك السعودية مؤخرا الحملة التوعوية للحفاظ على العملة من التشوه والعبث والتي تقام لأول مرة في المملكة بهذا المستوى وبتعاون من البنوك السعودية ومؤسسة النقد العربي السعودي وجمعية البنوك السعودية. 

ولا اخفيكم انه على قدر أهمية هذه الحملة وضرورتها الا انها تأخرت كثيرا من حيث التوقيت وفي نفس الوقت لازالت تعمل على نطاق محدود إذ أني عرفت عن الحملة من خلال فيديو كرتوني عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي  لحوار بين فئات العملة بداية من " فئة الخمسمائة ريال" وبمشاركة كل  من 100-5" وبغياب فئة "الريال واحد" وهنا اسجل اعجابي بفكرة العمل حيث ان كل فئة من فئات العملة تحدثت عن معاناتها مع جمهور المتعاملين بالفئات النقدية حيث تحدثت فئة 100 ريال عن كيفية تعامل البنات معها وانها تستخدم لتغليف الهدايا في حفلات التخرج والنجاح وغيرها فيما استغربت فئة " 10 ريالات " تفجر المواهب الفنية لدى البعض للرسم على العملة أثناء استغراقهم في الحوارات الهاتفية ، فيما تجسد عملة من " فئة 50 " ريالا ما تعرضت له من هجوم كيماوي وكهربائي كاسح في حوض أحدى غسالات الملابس والتي كما صرحت ان رائحة مسحوق الغسيل لا تزال في فمها ، اما العملة التي كانت مثار للشفقة لما تتعرض له من صنوف التعذيب فكانت فئة " 5" ريالا والتي الت على حد تعبيرها " قدر الله علي وطحت في يد ولد صغير فتعرضت لكل اشكال الضغط والطي والمد والثني والشد " وهو الأمر الذي ابكى جميع المشاركين في الاجتماع حتى انا رغم بعدي عن الاجتماع ولكني لازلت أطالب بحضور السيد " ريال إلى الاجتماع لنسمع معاناته لأني على يقين انها أكبر وأكثر قسوة ! 

ومع تقديرنا لهذا الجهد التوعوي المميز إلا اننا نرى أنه بحاجة إلى مزيد من الضوء والانتباه من قبل كافة شرائح المجتمع وهنا أدعو إلى إقامة محاضرات توعوية حول مخاطر ما يمكننا ان نسميه " إساءة التعامل مع العملة الورقية " ولاسيما بين أوساط الشباب والفتيات وطلاب وطالبات المدارس ولتكن هذه الحملة وما يصاحبها من نشاطات بمثابة بداية فتح صفحة جديدة وفرصة ثمينة لتغيير السلوك المجتمعي للعامل مع العملة الورقية كما أتمنى  ان تقام مراكز توعوية تابعة للبنوك السعودية داخل المجمعات التجارية للتوعية حول الطرق السليمة للحفاظ على سلامة العملة ولاستبدال العملة الورقية التالفة لفترة مؤقتة ولتعريف زوار تلك المجمعات بالطرق الصحيحة للحفاظ على العملة الورقية والحرص على تبيان ان الحفاظ على سلامة العملة الورقية هو أحد أهم وسائل ترشيد الانفاق والحد من الهدر المالي وخفض التكاليف فمقابل أي ورقة نقدية تالفة ستتحمل الدولة – وفقها الله – ممثلة في مؤسسة النقد تكلفة إما إعادة ترميم العملة الورقية او إتلافها تكون الدولة قد دفعة تكاليف الطباعة وإعادة الطباعة مع الترميم مرتان إلى ثلاث مرات ما يشكل هدرا ماليا مبالغ فيه ، ولذا فإن البنوك وجمعية البنوك ومؤسسة النقد العربي السعودي مطالبة اليوم بتحويل العميل إلى شريك في العملة وليس مجرد مستهلك لها. 

ولا يفوتني في الختام ان أسجل تقديري لذلك الجهد التوعوي المخلص والمميز الذي تقوم به جمعية البنوك السعودية من خلال الصفحات التوعوية التي تنفذه أسبوعيا في الصحف المحلية لنشر الثقافة البنكية ولتوعية المجتمع بالمستدات في العمليات البنكية والمنتجات المصرفية . 

 
خاص_الفابيتا