الفنانون السعوديون والمسؤولية الاجتماعية

01/01/2017 0
عماد العبد الرحمن

يتمتع الفنان السعودي بمكانة مرموقة عربيا وعالميا كما تتربع الاغنية السعودية على عرش الاغنية العربية بلا منازع وليس ادل على ذلك من حجم التواجد للمطرب والملحن السعودي في مختلف المهرجانات المحلية والعربية وهذا دليل على جودة محتوى الاغنية السعودية ومكانتها.

ومع تقديري الشخصي والمهني لكل ذلك التميز والابداع من الفنانين السعوديين والذين قدموا إبداعاتهم وامتعونا بفنهم سنوات طوال وجنوا من وراء ذلك المكانة المرموقة في المجتمع ناهيك عن الثروات الطائلة للكثير منهم نسأل الله ان يبارك لهم فيما رزقهم.

الا ان هناك سؤالا مشروعا من حقنا نحن جمهور المتلقين لذلك الابداع ان نسأله" لماذا لا يشارك الفنانون السعوديون الوطن والموطن همومه كما يريدون ان نشاركهم الاستمتاع بإبداعهم وحضور حفلاتهم الطربية والموسيقية والتي تباع بطاقات حضورها بمبالغ ليست بالقليلة؟"

واقصد هنا الدور الاجتماعي للفنان السعودي انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية لكل صاحب ثروة في المجتمع او ابداع  ولنكن صرحاء في الأمر وهو ليس تجنيا ولا ظلما لهم فعلى مدى اكثر من نصف قرن يقيم الفنانون السعوديون الحفلات في الداخل والخارج ويتسابق الجمهور لحضورها وشراء تذاكر دخولها بتلك المبالغ الكبيرة وفي المقابل لا نجد أي اهتمام او مشاركة من الفنان السعودي مهما كان موقعه على خريطة الابداع في العملية التنموية سواء للوطن او للفرد او المجتمع.

فعلى مدى تلك المدة من الزمن لم نسمع عن فنان سعودي أسهم في رعاية او دعم أي مشروع خيري او مشروع سكني مثلا لصالح ذوي الدخل المحدود او تبرع لصالح احدى الجمعيات الخيرية ليكون بذلك قدوة لجمهوره ومتابعيه ولا حتى تبني مبدعين جدد من الشباب او الناشئة لتتواصل بذلك العملية الإبداعية ويستطيع جيل الشياب ان يكتسب الابداع الاحترافي من جيل الرواد او حتى تخصيص ريع أحدى الحفلات الغنائية في الداخل والخارج لصالح جمعية او مشروع خيري او وقفي ،لكنهم يعيشون بعيدين عن مجتمعهم منفصلين عنه وعلاقته معهم علاقة مكسب فقط دون الانفاق .

 وهنا اود ان اضع اقتراحا بين يدي معالي وزير الثقافة والاعلام ويتيح الفرصة لمشاركة الفنانين السعوديين في "رؤية السعودية 2030 وخاصة تنويع مصادر الدخل والاقتراح " الزام جميع الفنانين السعوديين بدفع رسوم للدولة عن الحفلات او الاعمال الفنية التي يقومون بتنفيذها داخل او خارج المملكة لا تقل عن 10% عن كل ألبوم غنائي جديد يطرحونه في السوق، وبنسبة 10% عن صافي دخل كل حفل غنائي يقيمونه خارج المملكة، و15% عن كل مناسبة او حفل خاص يقيمونه داخل المملكة او خارجها ومنها حفلات الزواج وما في حكمها.

وبذلك يكون الفنانون السعوديون شاركوا في تحقيق رؤية المملكة 2030 وفي تنويع مصادر الدخل وينسحب الامر أيضا على شركات الإنتاج الصوتي والمرئي والقنوات الفضائية الغنائية التي تبث ارسالها الموجه إلى المملكة ولا مانع من ان يبادر أحدهم اسوة بما يفعله بعض الفنانين التمثيليين من المشاركة في حملات لجمع التبرعات خلال شهر رمضان المبارك او الجمعيات الخيرية مجانا، ويمكن ان يعتبر ذلك مساهمة اجتماعية ويحصل على تخفيض في قيمة الرسوم التي يدفعها للدولة.

وبالمناسبة فإن هذا ليس من البدع فجميع دول العالم تتقاضى من جميع مبدعيها رسوم على ما يقدمونه من حفلات او مهرجانات او حفلات خاصة او طرح البومات غنائية فهل يشارك الفنان السعودي مجتمعه في رؤية المملكة 2030؟ .