هل يونس يستحق نوبل؟

11/09/2017 0
مازن السديري

تساؤلات كثيرة حول بنك الفقراء أو كما يسمى بنك القرية الذي أسسه محمد يونس في نهاية السبعينيات الميلادية، والذي ظل محل تساؤل واهتمام العالم حول أنه ثورة لنظام مالي جديد، وأسئلة أخرى حول محمد يونس، فهل هو يستحق نوبل؟ ولماذا كانت جائزته من نوبل للسلام وليس للاقتصاد؟

للإجابة على هذه التساؤلات فإن م. يونس لم يبتكر نظاماً نقدياً مختلفاً يصلح لأن يكون بديلاً للنظام الحالي، لكن كلمة (بنك) خدعت الكثيرين، ولم يبتكر أي نظرية اقتصادية جديدة لكي ينال عليها نوبل للاقتصاد.

فمثلاً، الفائزون بنوبل للاقتصاد يكون لديهم بحوث حول نظرياتهم التي استنتجوها من واقع العلاقات الاقتصادية القائمة للمجتمعات مثل اللا عقلانية، تضخم الأصول لشيلد، أو نظرية (عدم كفاءة المعلومات) لجورج أكلف، وغيرهم من الاقتصاديين الذين ابتكروا نظريات اقتصادية تعكس الواقع وتفرض في تفاصيلها الحلول لتلك الظواهر، في المقابل م. يونس فعل العكس.

في مجتمع يسوده الفقر بسب قلة فرص العمل وضعف المهارات الفردية بالتالي يوجود ضمور وغياب للكثير من العلاقات الاقتصادية، فعمل م. يونس على خلق بيئة اقتصادية نامية قائمة على أربع خطوات: أولاً- القرض القائم على أساس منح فرصة للعمل. ثانياً- العمل (إنتاج). ثالثاً- ارتفاع الدخل.- رابعاً ارتفاع القدرة الاستهلاكية.

يعني أنه جاء بفكر تنموي وليس بنموذج بنكي أو نقدي بديل، قائم على منح القروض بنِسَب ليست منخفضة مقابل العمل وإداة الإنتاج لدفع مستوى سوق العمل وقدرة إنتاج المجتمع ومستوى دخله واستهلاكه، هو جاء بعكس علماء الاقتصاد؛ فهم اكتشفوا النظريات بينما هو ساعد مجتمعاً بأن يواجه الفقر بالإنتاج، ويعيش نمواً اقتصادياً يتفاعل مع أغلب النظريات الاقتصادية، لذلك فاز بجائزة نوبل للسلام، والتي تمنح لخدمة البشرية وليس في الاقتصاد.. لكن يبقى محمد يونس في نظري خليط الاثنين من أستاذ الاقتصاد المنظر والمستثمر الجريء والواقعي خصوصاً في نجاحه لخلق بيئة استهلاكية تتكامل مع البيئة التنموية التي أسسها سابقاً عندما وطّن شراكات مع شركات كبرى BASF و Veolia وغيرها من الشركات لإنتاج أدوية ومنتجات أساسية تتناسب مع دخل الفرد.

الحقيقية الرجل يستحق أكثر من نوبل للسلام والإنسانية بمساعدته لآلاف النساء والأرامل، وقد حفظ كرامتهن بأفكاره، لذلك هو يستحق شارعاً باسمه في كبرى العواصم كتخليد لمستثمر ومفكر اقتصادي نشر الخير بين الناس، وقدم الرأسمالية بوجهها الجميل.

 

نقلا عن الرياض