مع انتشار ريادي الاعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات الماضية والمتوقع تزايد اعدادهم خلال العشر سنوات القادمة يحاول الكثير منهم تحقيق نجاح عبر النمو في نشاط اعماله وهنا يقع اغلبهم في فخ النمو المخرب او غير المدروس، طبعا انا هنا أتكلم عن النمو الذي يتحقق بسعي صاحبه بتكبير اعمال المنشأة بعدة طرق لا النمو الذي يتحقق من نمو الاقتصاد أو التضخم، ومن اشهر طرق النمو التوسع في افتتاح مواقع جديدة، توسعة مصنع، إضافة منتجات جديدة والاستحواذ على شركة أخرى وغيرها من وسائل النمو والتي قد يلجأ اليها صاحب العمل او الإدارة التنفيذية.
لا يختلف اثنان في دور النمو "الناجح" بزيادة ورفع قيمة المنشأة وبالتالي زيادة ثروة الملاك لكن وعلى ارض الواقع ليس كل نمو ناجح بل قد يكون النمو والتوسع غير المدروس سبب في انهيار الشركات وافلاس أصحاب الاعمال كأسوأ احتمال، وفي احتمال اقل سواء سوف يسبب تدهور في نتائج الشركات وخسارة عملاء وسمعة والشواهد على ذلك كثيرة، لذلك النمو لا يعني دائما انه افضل، ولا تضخيم وتكبير المنشأة او الشركة يعني انها احسن فكثير من الاعمال كانت ممتازة بحجمها السابق وعندما توسعت ساءت احوالها، النمو يحمل معه محاذير ومخاطر وتحديات كما يحمل معه فرص، ومن هذه التحديات والمحاذير:
1-النمو في اعمال الشركة سوف ينقلها الي مساحة جديدة من المنافسة وهذه المنافسة في الغالب تختلف كثيرا عن المنافسة السابقة كونها تضع الشركة غالبا بمواجهة مع اللاعبين الكبار في القطاع، وهؤلاء اللاعبين يتمتعون بمميزات قد لا يملكها اللاعب الجديد سواء من قوة المصادر المالية او الحجم او قاعدة العملاء مما يستوجب تغيير قواعد اللعبة بشكل كامل.
2-لا يوجد نمو سهل وثابت (خطي أو Linear) بل هو متقلب يرتفع وينزل وهذا سوف يضغط على معنويات ونفسيات أصحاب المنشآت وقد يقودهم هذا التقلب الي ارتكاب مزيد من الأخطاء.
3-النمو غير المدروس ولا المعد له بشكل صحيح سوف يضيع ويفقد القيمة المضافة المقدمة للعميل Value Proposition، بمعني اخر، إذا كانت المنشأة لديها ميزة في القيمة المضافة للعميل خصوصا بما يعرف بتجربة العميل Customer Experience، فان التركيز على التوسع وتسخير الطاقات له قد يفقد الاهتمام والتركيز على ما كانت تتميز به المنشأة من قيمة مضافة مقدمة لعملائها وهنالك شواهد كثيرة لشركات كانت تتميز بها وعندما توسعت لم تستطع الحفاظ على هذه القيمة وبالتالي ومع الوقت فقدت جزء كبير من عملائها وفشلت في جعل النمو ناجح.
4-وفي نفس السياق إذا كان النمو غير مدروس فسوف يفقد الهوية والثقافة الداخلية الخاصة بالشركة، اذا افترضنا ان شركة تملك ثقافة عمل متميزة بين موظفيها بمبادئ واخلاقيات معينة وانسجام عالي فان التوسع سوف يعني جلب وتوظيف المزيد الطاقات وبالتالي وفي حال عدم اعدادهم والتدرج في ادخالهم داخل النسيج السابق للشركة قد يشوه ثقافة الشركة ويخل بالتناغم والانسجام السابق.
5-قد يضغط النمو غير المدروس على مستوى الجودة وعدم مقدرة المنشأة بتحقيق الإنتاج الجديد والمترافق مع النمو بنفس المستوى من الجودة السابق.
6-أي نمو يتطلب تدفقات نقدية ممتازة تستطيع تغطية متطلبات العمل بشكله السابق والمتطلبات المالية المترافقة مع قرار النمو والتوسع، وهذا فخ يقع فيه كثير من ريادي الاعمال ولا يحسبونه بشكل صحيح.
ختاما كما ان النمو يشكل وجه مهم من وجوه تطوير الاعمال لكن ليس هو الأوحد، فبالإمكان ان يتطور العمل أو المنشأة من دون البحث عن النمو كما تم شرحه في الأعلى، فمثلا يستطيع صاحب العمل تطوير عمله عبر تحسينه وزيادة قدرة منتجه او خدمته على المنافسة والاستمرار بالسوق فكثير من المنشأت لم تكبر اعمالها لسنوات طويلة لكن حسنت من منتجاتها مثل الكثير من المطاعم والمقاهي وغيرها، وعليه يجب على صاحب العمل دراسة كيفية النمو بشكل جيد (في حال كانت دراسة السوق مشجعه) من دون الاخلال بنظام الشركة وجودة المنتج والخدمة.
خاص_الفابيتا
مشكور على هذا المقال والأفكار الجميل ينطبق حتى على الشركات بعض الشركات كل الود والتقدير استاذ عبدالله الربدي
مشكور على هذا المقال والأفكار الجميلة اتصور انه ينطبق حتى على الشركات كل الود والتقدير استاذ عبدالله الربدي