ريادة الأعمال.. متى تكون؟

12/07/2017 1
مازن السديري

إسرائيل تستقبل 15% من مجموع استثمارات العالم الجريئة في ما يخص (آمن السايبر)، هذه التدفقات المالية للاقتصاد الإسرائيلي قلبت هذا الاقتصاد الذي عانى من التضخم في وسط الثمانينات وأصبح يحقق أعلى ناتج محلى للفرد في العالم، لم يكن هذا بفضل مستوى التعليم لديهم وهذه شهادة وزير التعليم الإسرائيلي (بنت) الذي يعترف بان التعليم الإسرائيلي يحتاج الكثير من التطوير، وأن موجة الاستثمارات المهاجرة لإسرائيل بأنها بفضل نزعة المغامرة الموجودة في الإرث اليهودي منذ آلاف السنين، حيث شهدت الكثير من التراكم والتنوع، وبعد أن بلغت ديون إسرائيل ثلاثة أضعاف ناتجها المحلي في الثمانينات أصبحت اليوم أقل من 40%.

الأميركان لديهم أيضا نفس الإرث منذ الهجرة الأولى بحثا عن (الحلم الأميركي) في بلد الفرص والمرونة القانونية والموارد المالية والبشرية، إنها روح المغامرة البشرية المرتبطة بهدف، وهو خلق استثمار منتج يخلق قيمة مضافة للمستهلك.. محدد الهدف ومتمكن من قدرات الإنتاج وجودته ولأي الأسواق سوف يتوجه والقدرة التنافسية التي تميزه، لا تعقيد ولا تردد، هي ثقافة (الحلول).

في دراسة ممتعة للباحث الاقتصاد Tim Harfor ذكر بأن الإنسان لم يكن تطوره التقني نتيجة تطور العلم والبحث فقط بل ربطها بضرورات الإنسان ولتبسيط الحياة ولا ضروري أبدا أن يكون معقدا فلا داعي من اختراع (Robot) بعقل بشري لا أحد يحتاجه واختراعه أشبه بحلم، ولو ظهر فسوف تحاربه جميع نقابات العمال، في المقابل كانت الشعوب في أوربا تسحق 250 خروفا من أجل أن تكتب على جلودها (إنجيل) فقط، مع كثرة الناس وكثرة المتعلمين احتاجت أوربا إلى الورق النباتي برغم رائحته الكريهة والسبب طريقة إنتاجه.

في المملكة يعول الكثير على الشباب بأن يصبحوا رواد أعمال؛ ريادة الأعمال ثقافة وتريبة وليست فقط القدرة على تقديم فكرة، أحد أصدقائي ترك تخصصه الهندسي وأصبح يعمل في مجال التغذية بنجاح، لم يكن السبب إنه أجاد الطهي بل تعرفه على شاب في سنه من أسرة امتهنت التجارة والمغامرات، ومع ذلك يشتكي الكثير من العوائق التنظيمية.

أخيراً أقول بأن ريادة الإعمال لا تتطلب اختراع الذرة، بل ابتكار ما يساعد الإنسان على حياته، وتبني هذه المشاريع هي ثقافة تتطلب التشجيع والوعي والتعاون التنظيمي، إذا استطاعت المملكة في البداية خلق شريحة من الشباب في هذا المضمار فإن دخول الاستثمارات الأجنبية مسالة وقت فقط، وهي لا تقل أهمية من تشجيع المؤسسات المتوسطة والصغيرة؛ التجارة مغامرة محسوبة لكنها أيضا تحتاج البيئة الحاضنة.

نقلا  عن الرياض