الكثير منا يتابع بحرص تحركات أسعار النفط الخام لما له من ارتباط باقتصاد معظم الدول ودول الشرق الأوسط بشكل أكبر لذا لزم إيضاح بعض اشكاليات سوق النفط في الفترة الحالية وما يؤثر عليها بشكل اكبر من مجرد بيانات العرض والطلب أو حتى اتفاق المنتجون على خفض الانتاج.
لعل الأوضح من المؤشرات هو اتجاه أسعار النفط صعودا او هبوطا مع الأخبار المختلفة. فمؤخرا شهدت أسواق النفط أحداثا واخبارا كان من البديهي أن تتجه بالأسعار الى الارتفاع مثل أخبار النقص في مخزونات النفط الأمريكية أو أخبار الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط أو أخبار الحروب أو أخبار نضوب حقول بحر الشمال. ما نشهده مؤخرا هو العكس فإما ارتفاعات طفيفة جدا أو أن الأسواق تتجاهل هذه الأخبار وفي بعض الأوقات يحدث هبوط في الأسعار.
أما الأخبار السلبية والتي من البديهي أن تتجه بالأسعار هبوطا فهي سريعة التأثير وتهبط بالأسعار بسرعة وبشكل مبالغ فيه في كثير من الأحيان حتى وان كانت الأخبار ليست ذات أهمية إنتاجية سوقية مثل عدد الحفارات الأمريكية والتي قد يكون من ضمنها حفارات صيانة أو حفارات لردم نفايات إشعاعية أو حفارات لضخ المياه فنجد زيادة عدد الحفارات أسبوعيا يهبط بالأسعار سريعا. كذلك زيادة انتاج بعض الدول المنتجة والتي تعاني بعض الاضطرابات مثل نيجيريا وليبيا فمثل هذه الأخبار تهبط بالأسعار سريعا حتى وإن كانت الاضطرابات لم تزول وزيادة الإنتاج لم تكن عالية. بل في حال نيجيريا لاحظنا كيف هبطت الأسعار سريعا بعد اعلان نيجيريا استئناف تصدير خام بوني الخفيف إلا أن الأسعار لم تستجب عندما أعلنت السلطات اعادة تعليق الإنتاج والتصدير من خام بوني الخفيف بعد ثمانية ايّام من استئنافه.
الكثير من التحليلات تحدثت عن مسببات وتبريرات وأعذار لتحركات السوق بهذه الطريقة إلا أن ما لا يمكن إغفاله هو أن سوق النفط يخضع في الوقت الراهن لكثير من المناورات التجارية في الأسواق العالمية. كما أن أسواق العالم تعاني من ضبابية عالية في أي نمو متوقع. هناك ايضا حذر من اي هبوط في مؤشرات الأسواق العالمية وتحديدا الأمريكية. الدولار الأمريكي وموجة الهبوط قد تكون أفضل دليل على حذر المستثمرين في الأسواق العالمية. مؤشر S&P500 يرتبط كثيرا بأسعار النفط الخام الا أن النظر الى الرسم البياني للترابط بين مؤشر S&P500 والنفط الخام يُبين أن هذا الترابط يعد في أدنى مستوياته منذ مطلع العام.
نقلا عن الرياض