يوجد في أمريكا خبراء يقومون بمساعدة الأُسر الراغبة في تنظيم ميزانياتها، لأن ترك الحبل على الغارب والصرف بلا تخطيط كثيراً مايوقع الأسر محدودة الدخل في حرج قد يصل إلى حدّ الضائقة..
يقول أكثر أولئك الخبراء إنّ أكثر الأسر التي تواجه مشاكل مالية غير متوقعة، هي التي يحصل فيها الزوج والزوجة - أو أحدهما- على وظيفة عائدها كبير نسبة للسابق، لأن الأسرة -هنا- تتوسّع في المصاريف، وتُحس بنشوة من زيادة الدخل، فتنتقل لبيت أكبر، وتشتري سيارة فارهة، وتتساهل في الصرف، مكافأة للنفس، ومجاراة لوضعها الاجتماعي الجديد، وتأخذ قروضاً من البنوك لرفع مستوى المعيشة، فتقع في الفخ، وتصيبها ضائقات مالية أشد من السابق حين كان دخلها أقلّ..
عندنا لا يوجد خبراء في مساعدة الأسر على تدبير ميزانياتها، وإن وجدوا فلا يهتم بهم إلا الندرة، فالصرف العشوائي سائد، وأغلب العبء يقع على الأب، لكثرة البطالة بين النساء، وعدم رغبة الكثيرات في العمل، والمرأة غير العاملة أقلّ إدراكاً لأهمية التدبير والتوفير، وقد تظن أن الحصول على المال سهل، وربما انطبق على بعضهن المثل الشعبي: (المرأة والطفل الصغير يظنان الرجل على كل شيء قدير) وبعض الزوجات لا تريد أن يوفر زوجها خوفاً أن يتزوج عليها، يضاف إلى هذا اعتياد كثيرٌ من الأسر على الإسراف، والاهتمام بالمظاهر، والتفاخر بالسفر، والحرص على التميز في (الفساتين) أثناء الزواجات والمناسبات، ومع ارتفاع تكلفة المعيشة تختل ميزانيات كثير من الأسر بشكل كبير، ويُشاهد الأب وهو يحرص على إطفاء الأنوار الزائدة، والمكيفات في الغرف الخالية، ويُحرِّص الزوجة والأولاد على التدبير والاقتصاد في الصرف والاستهلاك، وعدم الطلب من المطاعم إلّا في أقل الحدود، ويود أن يستغني عن العاملة المنزلية ولكنهم يقفون ضده، مع أن البيت فيه عدة بنات إضافة للزوجة المصون، هنا يتهمونه بالبخل وربما يعيرونه بأقارب وجيران لديهم أكثر من عاملة، ويسافرون للخارج أكثر من مرة..
هذا يدل على ضعف الوعي، وعدم الاهتمام بالاستقرار المالي والنفسي للأسر، وكثرة الشكوى من الطرفين (الأب وحده والبقيّة ضده!) قد يضطر الأب للاقتراض على مرتّبه، فتزداد الحالة سوءاً مع الأيام، والحل لهذه المشاكل التي لا يُستهان بها هو الرجوع لتعاليم ديننا الحنيف الذي ينهي عن الإسراف بشدة، ويحذر من الديون، ويحض على التعاون وطاعة الأب وبرّه، فإذا تم تطبيق ذلك فإن الأب قادر - بإذن الله - على تحقيق التوازن بين الدخل والمصروف، والخلاص من المشكلات الأسرية التي تنكدّ الحياة، فمن لا يجد السلام في بيته لن يجده في مكان آخر.
نقلا عن الرياض
صراحة استوقفني الصورة النمطية الدارجه عن المرة و الانفاق ببذخ دون مسؤلية فجلت في التفكير عن المحيطين بي سواء من الاسرة او من يعملون معي ولم اجد احد يطابق الوصف المذكور في الاعلى ف سؤالي للكاتب من اين جاء بهذه التصورات