بعد مضي اكثر من الشهرين بقليل من الاستقبال الحافل لصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان في البيت الابيض الامريكي, اتجهت بوصلة جميع وسائل الاعلام العالمية لتغطية الزيارة التاريخية للقيادة الامريكية للمملكة. اتخذ البيت الابيض القرار لتكون الوجهة الاولى للرئيس ترامب لمهد الرسالة والالتقاء بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وبالطبع لحرص المملكة الدائم على مصالح جميع الدول الأشقاء فقد حرصت القيادة على استضافت جميع الدول الإسلامية في قمة استثنائية بعثت للعالم أجمع رسالة واضحة تعكس دور المملكة الريادي في قيادة العالم الإسلامي. ولعل ابرز ما يشار له في الزيارة هو الاتفاقيات التجارية الموقعة مع عدد من الشركات الريادية الامريكية بعد التوقيع على عشرات الاتفاقية التجارية بقيمة تتجاوز الترليون ريال في المجالات العسكرية والتجارية والطاقة والبتروكيماويات. ولعل اللافت للنظر هو التمثيل الكبير للقطاع الخاص السعودي في القمة المتمثل في توقيع الاتفاقيات مع نظيره الاميركي مما يعكس حرص القيادة على إشراك القطاع الخاص في خطة التحول الاقتصادي وتفهمها للدور الكبير المتوقع من القطاع للمساهمة في نجاح رؤية المملكة 2030.
ولا يخفي على اي متابع ان احد مكونات خطة التحول الاقتصادي هو خصخصة بعض القطاعات الحكومية. ولعل المتابع يلحظ منح الدولة التصريح ل 19 شركة أمريكية بملكية كاملة للعمل في داخل المملكة. ولعل من المنتظر ان تساهم مثل هذه الشركات في إنجاح عملية الخصخصة. فالشركات المصرح لها تحمل باعاً طويلاُ من الخبرة في قطاعات مثل الخدمات اللوجستية ومجال الاستشارات والتجزئة والخبرة المصرفية. و مثل هذه الشركات تحمل إرث كبير من المعرفة في الأمور التشغيلية والقانونية والتقليل من التكاليف وتعزيز التنافسية. فدخول مثل هذه الشركات السوق المحلية قد ينعكس بصورة واضحة على الناتج المحلي والتطوير من مستوى الخدمة المقدمة للمستفيدين والاكثر أهمية تدريب وتأهيل الشباب السعودي.
فقد حرص المجلس الاقتصادي بقيادة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان على ان يكون لهذه الاتفاقيات الاثر الاكبر على استيعاب وتدريب الشباب السعودي وتأهيلهم من خلال هذه الشركات. وهذا الدور ليس بالمستغرب من سموه وهو يسير على نهج ملوك المملكة الراحلين الذين حرصوا دوما ان تستوعب شركات التنقيب الامريكية في منتصف القرن الماضي على استيعاب وتأهيل الشاب السعودي في اعمال استخراج النفط الاولى. وبما ان الاتفاقيات تقوم على مبدأ المنفعة المتبادلة بين البلدين فانها تشكل فرصة كبيرة للطاقات المحلية للاكتساب من الخبرة الامريكية التي سبقتنا كثيرا في عدد من المجالات.
خاص_الفابيتا