سأذكر ثلاثة أمثلة تناقلها الشارع السعودي خلال الشهور الماضية. تم استخدام الأرقام فيها بطريقة خادعة للمتلقي ولأن من قام بها بقصد أو دون قصد سبب ربكة وأثار الذعر حول الاقتصاد السعودي.
الحالة الأولى: تناقل السعوديون صورة توضح نسب تخارج أعضاء مجالس الإدارات في الشركات السعودية المدرجة في سوق الأسهم. حيث أظهرت الإحصائية تخارجاً بنسب عالية تصل إلى ٨٠٪ من حجم ما يملك. الأرقام في هذه الرسالة كانت مخادعة للقارئ. لسببين أولاً أنها أظهرت الأعضاء الذين باعوا من أسهمهم فقط دون أن تُظهر الأعضاء الذين زادوا من ملكياتهم فأظهرت أن هناك حالة ذُعر في السوق وعملية هروب كبيرة. السبب الثاني أنها أظهرت نسبة التخارج فقط دون أن توضح عدد الأسهم التي تم بيعها. فمثلاً إذا كان عضو مجلس الإدارة يملك ١٠٠٠ سهم وباع ٨٠٪ من أسهمه فهي نسبة كبيرة. لكن ماذا لو عرفت أن ٨٠٪ تمثل ٨٠٠ سهم فقط من إجمالي أسهم الشركة التي تصل لملايين الأسهم؟
الحالة الثانية: عندما تم حشد عدد من الشركات التي انخفضت أرباحها خلال ٢٠١٦م وكان أحدها تم تصميم الشارت الخاص بنتائجها بطريقة غير أخلاقية لتضلل القارئ عن أرباح هذه الشركة. فعند تصميمه تم جعل المحور العامودي (وهو يمثل قيمة أرباح الشركة) يبدأ من ٢٥٠ مليون ريال بدلاً من أن يبدأ من الصفر كما هو متعارف عليه في أي شارت. وكانت أرباح الشركة ٣٠٠ مليون ريال فعندما يتم وضع هذه النتيجة في هذا الشارت ستظهر الأرباح وكأنها مقاربة للصفر لأن البداية من ٢٥٠ مليون ريال وهذه خُدعة بصرية ممن قام بنشره.
الحالة الثالثة: انتشر مؤخراً شارت يوضح أن شهر فبراير ٢٠١٧م يُمثل أقل شهر خلال عدة سنوات حسب قيمة متوسط العملية الواحدة عبر أجهزة نقاط البيع. وأثار مثل هذه الشارت الذعر وأنه انعكاس لحالة التقشف الاقتصادي وتدهور حجم الإنفاق للمواطن السعودي. لكن من قام بتمرير هذه الخُدعة، لم يأخذ بحسبانه أن انخفاض قيمة متوسط العملية الواحدة أمر طبيعي بعد تطبيق نظام مدى وانخفاض رسوم استخدام الجهاز على المتاجر ما أدى لزيادة عددها مما يعني عمليات أكثر وهو ما يخفّض من متوسط قيمة الدفع.
هذه الحالات التي انتشرت بين السعوديين توضح كيف يتم خداع الآخرين وبالأرقام ويمكن لمن يُريد نشر إشاعته أن يُنمّق الأرقام ويعرضها بطريقة توحي لمعنى مختلف تماماً، ومن يقوم بمثل هذه التصرفات كالإمام الذي يركع عند قراءته للآية الكريمة (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) دون أن يُكملها (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ). لكل هذا أقول.. خدعوك بالأرقام فاحذرهم!
نقلا عن الرياض
فعلاً هذا هو الواقع والهوامير ينشرون المرجفين لاخافة المبتدئين في السوق وهم الاكثر تأثراً بهذه الشائعات !!! نفس ما يثار على شركات الاسمنت حالياً رغم أن بعض الشركات فاقت نتائجها متوسط توقعات بأكثر من الضعف وهناك من أستغل هذه الشائعات للتجميع في شركات واعدة فهناك حراك في بدايته في مجال الانشاءات وسيتفاجأ الجميع بارباح هذا القطاع قبل نهاية هذا العام !!!