حماية الطبقة الوسطى

10/01/2018 1
أحمد الزمامي

مع دخولنا العام الثالث في طريق تحقيق الرؤية وبسبب كثرة برامجها والمبادرات التي أعلنت عنها والتغييرات التي طرأت في بعضها، يمكن أن يلحظ بعض القرّاء التغير ببعض الأهداف إما بحجمها أو توقيتها ويراود الخوف بعضهم بسبب تراكمات سابقة ووعود وزارية قديمة تعثرت ولم يتم تنفيذها. ويربط الأحداث ببعضها بما حدث من تغييرات في بعض أهداف الرؤية وأنه شيء من التذبذب.

فمثل تمديد نهاية برنامج التوازن المالي (وهو أحد أهم الأذرعة الأساسية للرؤية) من عام 2020م إلى 2023م، واستمرار الموازنات التوسعية في الإنفاق خلال السنوات الثلاث الماضية على الرغم من انخفاض أسعار البترول وهو ما يعني زيادة طردية في بند الدين العام وأخيرًا الأوامر الملكية الكريمة الخاصة ببدل الغلاء وزيادة مكافأة الطلبة الجامعيين وبقية الأوامر الملكية التي بمجموعها ستضخ ما يقارب 50 مليار ريال خلال عام 2018م،وكل ما سبق يمكن أن يفسره بعضهم أنها أمور متضادة مع أهدافها المعلنة سابقاً، وهو ما أراه الميزة الرئيسية في التعامل مع برامج الرؤية وطريقة تحقيقها.

فهذه (المرونة) في التعامل مع البرامج وتبعاتها ومخاطر تنفيذها وعقباتها هي الحجر الذي يعوّل عليه في نجاحها.

فعند تمديد برنامج التوازن المالي لثلاث سنوات إضافية كان الهدف منه وقد تم إعلانه بوضوح للتغلب على الإصلاحات الاقتصادية الحالية وإعطاء فرصة للاقتصاد بالنمو ومنع أي محاولة لركوده أو تباطؤ نموه. ومثلها الميزانيات التوسعية في ظل تراجعات أسعار النفط، لضمان استمرار نمو الاقتصاد واستمرار مشاريع البنى التحتية.

وكان معدل القوة الشرائية وحماية الطبقة الوسطى وما دونها للحفاظ عليها من أي انعكاسات سلبية للقرارات الأخيرة من المعايير المهمة وهو ما كانت الأوامر الملكية الأخيرة تعتني به لضمان عدم انخفاض القوة الشرائية.

ومن يقرأ ملفات الرؤية وبرنامج التحول سيجد أن في كل مبادرة وبرنامج هناك جداول مفصلة عن الصعوبات التي تواجه تطبيق البرنامج أو المخاطر المترتبة عليها واستباقية مثل هذه الأحداث بمثل هذه (المرونة) بالتنفيذ ميزة لما تكن موجودة قديماً في القرارات التنفيذية لدينا وهو ما كانت تموت معه كثير من الوعود في وادي المشاريع المتعثرة.

نقلا عن الرياض