دراسة المشروع، هي العنصر الأساسي والمحوري في قيام أي تجارة مهما كانت صغيرة أو بدائية. وكلما تعمّقت بدراسة المشروع كلما زادت نسب نجاح المشروع ودقة البيانات. والركيزة الأساسية لدراسة المشروع هي الأرقام والإحصائيات. فبدونها ستجد أن كل ما تصل إليه من تحليلات مجرد آراء يغلب عليها الهوى والرغبة الشخصية.
في الدول المتطورة ستجد أنك عند كتابة أي نقطة تريدها في محرك البحث قوقل أن هناك عدداً كبيراً من الإحصائيات المتعمقة والمتنوعة حول الموضوع. وتختلف الجهات التي تقدم تلك التقارير الدورية والدراسات الميدانية ابتداء من الجهات الحكومية المتخصصة مروراً بالأبحاث العلمية الصادرة من فرق البحث العلمي المنتشرة في الجامعات انتهاء بمراكز الدراسات والأبحاث المتخصصة والتي تنشر تقاريرها بشكل دوري.
وتختلف التقارير التي تصدر حسب مصدرها الأساسي، فمنها ما يكون عبر استطلاعات الرأي عن طريق الإنترنت أو المقابلات الشخصية أو المكالمات الهاتفية ومنها ما يكون مبنياً على إحصاءات رسمية لا استطلاعات رأي، ولكل نوع منها إيجابياته وسلبياته ولكنها بمجملها مكملة لبعضها البعض.
محلياً، كانت وما زالت الهيئة العامة للإحصاء هي المصدر الرسمي (حسب النظام) للإحصائيات والتقارير الرسمية. تحسّن الوضع من حيث التفاعل وطريقة الإخراج والعرض للمعلومات بعد تحويلها من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات إلى هيئة مستقلة. لكنها ما زالت قاصرة في بياناتها على المعلومات الأساسية من حيث أعداد السكان والخدمات الأساسية وما شابهه، وتجد الكثير من متطلبات الحياة بمختلف أنواعها غير مدعومة بإحصائيات حديثة. هل تتذكرون الإحصائية الشهيرة عن إنتاجية الموظف السعودي والتي خلُصت نتيجتها أنها مجرد ساعة! وبعد ذلك التصريح الناري من معالي الوزير تبيّن أنها دراسة قديمة ووحيدة. ألم تتمنى حينها وجود تقارير رسمية ودورية عن إنتاجية الموظف السعودي في القطاع الحكومي والخاص وحسب القطاع والعمر وتفاصيل كثيرة ودقيقة تُساعدك في تحديد اتجاهك في المستقبل؟
وبسبب قناعتي التامة أن الأرقام والإحصائيات متطلب أساسي لدعم أي وجهة نظر لأن لغة الأرقام لغة واضحة ومحددة اخترت اسم زاويتي ليكون (بالبرهان) فيكون الرأي في المقال الأسبوعي مدعوماً ببرهان من لغة الأرقام. إلا في مقال اليوم تجنبت استخدام الأرقام كدليل لاحتجاجي السلمي على الوضع المحلي من قلة الإحصائيات والتقارير المتخصصة في كافة المواضيع. ولطالما غرّدت في حسابي بتويتر عن إحصائيات حديثة عن بعض الدول لمواضيع متعددة ويأتيني السؤال المعتاد، والسعودية طيب؟ وأنت أيها القارئ العزيز شاركني رأيك بالتعليق في موقع الجريدة الإلكتروني ما هي الموضوعات التي تمنيت أن تجد لها إحصائيات موثوقة في السعودية ولم تستطع الوصول لها، أو لم تجدها من الأساس؟!
نقلا عن الرياض