تناولنا في الجزء الأوّل من هذا المقال شركة اتّحاد مصانع الأسلاك (أسلاك) كنموذج ناجح حقّق لمؤسّسي الإندماج فوائد كثيرة من خلال اتحادهم في شركة مساهمة مقفلة ومنها إلى مساهمة عامّة تحصّل المؤسّسون بموجبها على علاوة إصدار مستحقّة.
ونستعرض في هذا الجزء جوابا للسّؤال التّالي: هل استمرّ الاتّحاد في تحقيق النّجاح بعد طرح جزء من أسهم الشّركة في "تداول" عام 2011؟
تجيب الأرقام على ذلك حيث وزّعت الشّركة بعد الطّرح أرباحا نقديّة عشر مرّات (بمافيها التّوزيع الّذي أعلن عنه مؤّخرا) بلغ نصيب السّهم الواحد من مجموع التّوزيعات تسعة ريالات وعشرة هللات كما حصل حاملوا الأسهم على مبلغ إجمالي قدره مئة وثلاثة عشر مليونا على صورة أسهم مجّانيّة (في عامي ألفين وثلاثة عشر وألفين وأربعة عشر) عن طريق تحويل جزء من الاحتياطات النّظاميّة والأرباح المبقاة إلى رأس المال تمثّل هاتان المنحتان زيادة تقارب أربعة وثلاثين ونصف بالمئة للسّهم الواحد منذ بداية الطّرح إلى الآن.
نستخلص من ذلك أنّ مؤسّسي الإندماج الّذين حقّقوا نجاحا لهم تكلّل بالتّمتع بعلاوة الإصدار قد حقّقوا لهم وللمكتتبين الجدد عوائد استثماريّة ممتازة مقارنة بمتوسّط أداء الشّركات المتداولة تمثّلت في عوائد نقديّة مجزية عطفا إلى أسهم مجانيّة.
من جانب آخر تتمتّع – الشّركة - حسب الميزانيّات المعلنة بموقف مالي قوي ومستوى السّيولة النّقديّة عالي وبالمقابل فإنّ مستوى القروض منخفض جدّا الأمر الّذي يقويّ موقف الشّركة المالي ويعزّز من قدرتها الماليّة لاقتناص فرص القيام باستحواذات مناسبة تعزّز من محافظة الشّركة على ربحيّة السّهم وربّما زيادته.
إذا باستعراض مسيرة تزيد عن عشر سنوات نجد أنّ عملية الإندماج التي ولّدت شركة أسلاك قد حقّقت لمؤسسيها فوائد عديدة قبل الإندماج وبعده وحقّقت للمكتتبين في الشّركة بعد طرحها في سوق تداول عوائد جيّدة .
مسيرة الإندماج التي ولّدت شركة أسلاك جديرة بأن يستخلص منها العوامل التّي كانت سببا في نجاح الإندماج واستمراره لتستفيد منها المنشآت المشابهة التي تدرس فكرة الإندماج.
أوّل عوامل النّجاح التي يمكن استخلاصها من خلال استعراض تجربة أسلاك أنّ مشروع الإندماج النّاجح يبدأ من استشعار قيادات المنشآت الصّغيرة والمتوسّطة لمخاطر بقاء مؤسّساتهم وشركاتهم تعمل بمفردها دون أن تتقوّى بالانضام إلى تحالفات مناسبة أو اندماجات مدروسة تقويّ تلك المنشآت وتعزّز من فرص استدامتها.إنّ رفع مستوى الوعي بفوائد الإندماج يساعد ملّاك الكيانات الصّغيرة والمتوسّطة في التخلّص من عقدة (التّفريط بالسّيطرة الكاملة على الإدارة)؛ حيث أنّ أوّل العوائق التي تحول دون تبنيّ الاندماجات وتفعيلها عوائق نفسيّة بالمقام الأوّل.
عند دراسة المسيرة المهنيّة لمؤسّسي الإندماج والقرارات الاستراتيجيّة المبكّرة التي اتّخذوها لايظهر أيّ وجود للمكاتب الاستشاريّة ولابيوت الخبرة العالميّة (مكينزي وماشابهها!) الأمر الذي يقودنا إلى نتيجة أنّ القرار الاستراتيجي بالدّخول في الإندماج اتّخذوه بمحض اقتناع شخصي بناء على ثقة المؤسّسين في بعضهم وتغليب جانب حسن النيّة بين أطراف الإندماج.
لاغرابة إذا أن ينجح الإندماج مادام أساسه حسن نيّة وصدق المؤسّسين مع بعضهم البعض ألم يقل المصطفى عليه الصّلاة والسّلام في الشّركاء (فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما) لذلك أحسب أنّ عامل النّجاح الثّاني والأهمّ لنجاح أيّ اندماج صدق النيّة والثّقة بين الأطراف التي تنشد الإندماج.
باستقراء التّقارير السّنويّة للشّركة وإعلاناتها على تداول ودراسة سلوك السّهم يتّضح حرص مؤسّسي الإندماج على مصلحة المكتتبين والمساهمين وأن يحفظوا لهم استثماراتهم ويرعوا مصالحهم ؛ يتّضح ذلك من خلال ملاحظة أنّ مؤسّسي الإندماج لازالوا يحتفظون بأسهمهم فلم يبيعوا وقت ذروة ارتفاع السّهم ولم يشتروا أسهم المساهمين وقت ذروة الانخفاض حين وصل سعر السّهم لأدنى مستوى تاريخي له!!.
إنّ الرّسالة غير المباشرة التي يرسلها مؤسّسوا الإندماج للمساهمين نحن وإيّاكم في مركب واحد وعلى السرّاء والضّرّاء ومايجري علينا يجري عليكم سواء وفٌّقنا في إدارة الشّركة أم لم نوفّق. هذا السّلوك الأخلاقي من قبل مؤسّسي الاندماج يفسّرعدم وجود مضارب لسهم الشّركة كما هو الحاصل في شركات مشابهة وعليه فإنّ مراعاة مصلحة المكتتبين بعد الاندماج وعدم تخارج مؤسّسي الإندماج بعد طرح أسهم الشّركة في تداول عامل ثالث ورئيس في نجاح الإندماج واستدامته.
أخيرا وليس آخرا فإنّ استعراض مسيرة "أسلاك" ووصفها بالنّجاح منذ بداية مشروع الإندماج إلى الآن لايعني عدم وجود تحديّات جديدة وصعبة تؤثّرعلى استدامة النّجاح. فكما أنّ الكيانات الصّغيرة والمتوسّطة تواجه تحديّات فإنّ الكيانات الكبيرة والقويّة مثل أسلاك تواجه تحديّات جديدة تحتاج إلى اتّخاذ إجراءات وخطوات تتناسب مع المرحلة والمأمول أن مجلس إدارة الشّركة لديه الإدراك الكامل للتّحديّات الجديدة ولديه الإرادة والخطّة التّنفيذيّة التي تضمن استدامة النّجاح بإذن الله.
وفي الختام نأمل أن تكون عوامل النّجاح التي تمّ استخلاصها من قصّة نجاح الإندماجات التيّ أنتجت شركة أسلاك محفّزة ومفيدة للعديد من الكيانات الصّغيرة والمتوسّطة في مختلف القطاعات الصّناعيّة والتّجاريّة والخدميّة بأن تبدأ مشاريع اندماجات فيما بينها لتكوّن كيانات اقتصاديّة قويّة قادرة على الاستمرار ومواجهة تحدّيات التغيّرات والدّورات الاقتصاديّة.
خاص_الفابيتا
مالفرق بين تجربة أسلاك و تجربة شركة بوان من حيث الإندماجات ؟
كنت اعتقد اني استعجلت الرد في الجزء الاول لكن بعد الجزء الثاني اسحب اعتذاري وكلامي كما هو في الجزء الاول كاتب المقال يقول ان المؤسسين الذين استفادوا من علاوة الاصدار قد حققوا للمكتتبين الجدد عوائد استثمارية ممتازة !!!!!!!!! فسعر الاكتتاب كان 34 ريال سعودي في منتصف 2011 م ومن ذلك التاريخ الى اليوم وزع السهم كارباح 9 ريالات ومنحة ( سهم لكل 8 اسهم ) اي لو اكتتبت في 8 اسهم عند الطرح عام 2011 فالتكلفة 8*34 = 272 ريال سعر السهم اليوم بعد 6 سنوات = 22 ريال يعني قيمة استثماري = 22*9 اسهم = 198 ريال بالاضافة الى 72 ريال ارباح مستلمة فتصبح قيمة استثماري = 198 + 72 = 270 ريال اي انني كمستثمر خسران 2 ريال خلال 6 سنوات . 6 سنوات ولا زلت خاسر ويقول كاتب الموضوع الشركة حققت للمستمرين الجدد فوائد ممتازة عحبي !!!!
أوّلا: المقال لايتناول سعر الاكتتاب فهذا أمر تحدّده الدّراسات و المكاتب الماليّة المتخصّصة. ثانيا: سعر السّهم يتأثّر بعوامل كثيرة أكثرها عوامل خارجيّة لادخل لإدارة الشّركة بها بدليل أنّ سعر السّهم ارتفع إلى 52 ريال في بعض الأوقات فمن باع كسب أكثر من 50% و انخفض سعر السّهم إلى أقلّ من 16 ريال و أداء الشّركة في الحالتين متقارب. ثالثا: المؤسٍّسون - كما ذكر المقال - لم يبيعوا في قمة الارتفاع و لم يشتروا في قمّة الانخفاض و قد كان بإمكانهم لو فعلوا ذلك تحقيق عوائد عالية - نظاميّة -. الخلاصة أنّ أداء الإدارة يعتمد على عوامل معروفة لادخل لها بسعر تداول السهم
دع كاتب الموضوع يوضح لنا العوائد الاستثمارية الممتازة للمستثمرين الجدد المستثمرين الجدد اشتروا السهم بسعر 34 ريال ارتفاع السهم وهبوطة لم اتطرق اليه ، انت من يتحدث عن ذلك ويحور الموضوع ثم ان سعر الاكتتاب في سعر السهم المستحق عند طرحة بناء على مكرر السوق ومكرر القطاع ( سعره السوقي المستحق بناء على البيانات المالية المقدمة من الشركة ) معلومة تفيدك اخ يوسف : المستثمرين الجدد في الاسهم المطروحة هم المكتتبين الجدد في الاسهم المطروحة من يبيع ويشتري بعد الاكتتاب هؤلاء مضاربين وليس محور حديث المستثمرين الجدد اشتروا السهم بسعر 34 ولا زالوا بالسهم الى اليوم ومع احتساب الارباح الموزعة والمنحة اقتربوا من راس المال بعد ستة سنوات !!!!!!!! في اي عرف اقتصادي اعتبر كاتب الموضوع ان المستثمرين الجدد حققوا عوائد ممتازة ؟ ايضا معلومة قد تفيدك : المعجل لم يبيع اسهمه رغم وصول السهم الى 80 عبدالله بن مساعد لم يبيع اسهمه الا عند وصول السهم الى 9 ريال رغم ان السهم وصل الى ارقام عالية كثير من الشركات المطروحة لا يبيع ملاكها اتعلم لماذا ؟ عندما يكون لديك شركة قيمتها الحقيقية مليون ريال وتمتلك كل اسهم الشركة وعددها 100 الف سهم ثم يتم تقييم شركتك هناك ؟!!! بقيمة 100 مليون لاحظ حجم تضخيم شركتك !!!! وبعدها تقوم بطرح 30% من اسهمك للاكتتاب العام وقيمتها حسب التقييم سيكون 30 مليون ريال فقط 30% من اسهمك المطروحة 3 اضعاف قيمة شركتك الحقيقية بقية الاسهم التي لا زلت تملكها 70% هذي يسمونها ذر الرماد في العيون وشوفوني ما بعت .... اسلاك لا شك ان تقييمها عند الطرح كان مبالغ فيه والدليل ان ست سنوات مضت ولا زال المستثمرين الذين اكتتبوا في السهم خاسرين
شكرا أخي العزيز على الردّ و على المعلومات المفيدة التي تناولتها. حسب مراجعتي لكلّ ماتفضّلت به فإنّ الإشكاليّة التي تطرحها بقوّة هي عدالة علاوة إصدار أسهم الطّروحات سواء أسلاك أو المعجل و مثلهما الأركان و اليمامة للحديد و غيرها ممّن انخفضت أسعارها بعد الطّرح خلال مدد متفاوتة و هذا موضوع جدير بالمناقشة
اسلاك لم تستطيع تحقيق مليون ريال ارباح في الربع الثاني 2017 نعلم ماذا نقول