السوق الموازي بين الواقع والمأمول…

05/03/2017 4
علي الجعفري

تم الاحتفال ببدء السوق الموازي وإدراج 7 شركات بهذا السوق، خطوة ممتازة لهيئة السوق المالية وكذلك لتداول وأتمنى إتاحة إدراج شركات أكثر بشروط، نعم نحتاج خلال الفترة القادمة الى شركات صغيره و متوسطة للتوسع والنمو لتمويل هذه الشركات من مبداء جدوى النشاط وكذلك للحفاظ على استمرارية الشركات الجيدة ومساعدتها للنمو وتغيير الفكر الإداري الموجود لديها وأن تبدا في اتخاذ تدابير في إدخال المحترفين والمؤهلين في الإدارة التنفيذية للشركة لمواصلة النمو من خلال مشاركتها في السوق المالي، نظرا لأهمية هذا القطاعات مستقبلا في تنويع الحركة الاقتصادية، والسوق الموازي لا تستفيد فقط منه الشركات التي ستدرج فيه فقط بل سينمو عمل المكاتب الاستشارية المؤهلة والمحاسبين القانونيين ..الخ لتطوير اعمالهم وزيادة المهنية .

الشركات التي تدرج في السوق الموازي هي شركات لم تكتمل الشروط الكافية لديها من حيث كفاية رأس المال أو عدد الشركاء أو الخبرة الطويلة في العمل ( رغم أن بعض الشركات المدرجة بالسوق الرسمي لديهم شروط مكتملة ومع ذلك جل الإدراجات تعاني من التخارج وانخفاض الربحية) ، ولكن السوق الموازي مهم لإتاحة الفرصة للشركات الجديدة والصغيرة أن تدرج وتحصل على تمويل للتوسع.

رغم أهمية السوق الموازي وطلب كثير من الشركات (محلية أو خليجية )للانضمام الى هذا السوق الا إني أتمنى أن ننظر الى الشروط للتخارج بعين الاعتبار وخصوصا مع طريقة إدارة هذه الشركات والتي غالبا يغلب عليها الإدارة الفردية وحداثة بعض الشركات وكذلك عدم معرفتها بقوانين الشفافية و الحوكمة والإدارة المحترفة.

نتمنى أن يكون الهدف من السوق الموازي هو النمو وليس التخارج، وخصوصا بزيادة طلب كثير من الشركات للانضمام والتي يجب التشجيع عليها بتسهيل إجراءات الانضمام للسوق وتشديد إجراءات التخارج منه.

لكي يكون السوق المالي سوق منضبط ويحقق الهدف منه في تمويل الشركات ويكون سوق نمو مثالي أرى أن يكون من ضمن شروط الإدراج :-

1- مثلا 25% من علاوة الإصدار تذهب للملاك و 75% للشركة للتوسع .

2- وجود خطة توسع في نشرة الإصدار على أن يتم الاعلان عنها كل ثلاثة أشهر وما تحقق منها، ولو تأجلت يتم الاعلان عن الأسباب ، على أن تستخدم حصيلة الاكتتاب في التوسعات المطلوبة وهو الغرض من الإدراج.

3- رغم تخارج الملاك من نسبة من 20% -30% من الشركة الا أن هيكلة مجلس الإدارة يجب أن تكون بعد سنتين من الإدراج (في حالة تحقيق خسائر) 50% من الملاك و 50% من خارج الشركة على أن يكون بقية الاعضاء أصحاب خبرات في مجال الشركة وذلك لتطوير إداء الشركة وعدم تحكم الملاك السابقين بالقرار.

4- فترة التخارج لا تقل عن خمسة سنوات وخلال هذه الفترة يجب أن لا تقل ربحية الشركة عن نسبة معينة تحددها هيئة السوق المالية ويسمح لهم فقط بالتخارج خلال فترة الحضر (خمسة سنوات) من خلال صفقات خاصة مع صندوق أو شركة مرخصة ولديها خبرة سابقة في المشاركة في شركات نمو أو شركات إدراجات أوليه على أن تضع هيئة السوق المالية شروط بخصوص تخارج الصندوق.

5- توضيح ملكية الملاك مهما كانت ملكيتهم حتى لو 3% أقل أو أكثر واي عمليات من قبل الملاك يتم توضيحها بيعا أو شراء يوميا وتطبيق قواعد (المطلعين) عليهم وأتمنى تطبيقها بالسوق الرئيسي.

6- لا يسمح للإفراد بالتداول في هذه السوق الا بتحقيق الشروط المناسبة لحمايتهم من التغرير(لايقرأون القوائم المالية) كذلك نسبة التذبذب في هذا السوق يجب أن تكون 5% +- يومين للتسوية لكي لا تجتذب المضاربين وصغار المتداولين الذين لا يعلمون حجم المخاطرة، على أن يكون اليوم الأول مفتوح بحد اعلى مثلا 5 اضعاف سعر الإدراج لتحديد السعر العادل للسهم من خلال المؤهلين فقط ولا يسمح للأفراد بالتداول في اليوم الأول .

7- تقوم هيئة السوق المالية باختيار عدة شركات أجنبية ومحلية وبرسوم تدفعها الشركات المدرجة بالسوق الموازي (اختياري للشركات) لموافاتهم بتحرك حركة الصناعة والأخطار التي تواجههم في مجال عملهم وكذلك لتطوير اعمالهم وربطهم مع الهيئات الحكومية للتصدير وتسهيل إجراءاتهم لتنمو هذه الشركات .

هذه مجرد أفكار للسوق (الموازي – نمو) إذا أردنا أن يكون سوق تمويل وتطوير ونمو للشركات المتوسطة والصغيرة الأن ومستقبلا.

لنحتضن أكبر سوق موازي في العالم بشروط ميسره للإدراج والتوسع والنمو والتمويل، و يفتح أبوابه للنجاح لجميع الشركات في الشرق الأوسط، أتمنى أن تكون الرسالة لمجتمع الأعمال (نحتضنكم لتنمو شركاتكم)ولكن ليس لتخارج ملاك الشركات، نحتاج الى سوق مالي منضبط للنمو يستفيد منه الجميع ويكون أيقونة للسوق التمويلي والعائد المفيد للجميع، نريد التركيز على الكيف وليس الكم .

ولتعلم هيئة السوق المالية وتداول حتى بالشروط اعلاه ستجدون مئات الشركات التي تسعى للتمويل والتوسع والنمو، نحتاج الى سوق تمويل ومشاركة لتحقيق رؤية المملكة ليكون سوقها الموازي نبراسا للنجاح (بغض النظر عن عدد الشركات المدرجة ) وليس سوق تخارج للملاك وسمعة سيئة للسوق المالي مستقبلا.

أتمنى أن يكون سوقنا الموازي –النمو سوق واعد وليس اختيار افضل الموجود خارجيا، نريد بصمة للتعامل مع الأسواق المالية لمصلحة الجميع .