الفقي .. ومفاتيحه العشرة للنجاح (1)

24/02/2010 9
حجاج حسن

لماذا يكون البعض أكثر نجاحاً من غيرهم  ؟؟ هذا السؤال وبكل تأكيد يسأله كل إنسان لنفسه أينما كان .. ومتى كان .. ومهما كان ... وكان جواب الدكتور إبراهيم الفقي العالم الكبير في علم التنمية البشرية هو الأكثر روعةً وإقناعاً وذلك خلال عشرة مفاتيح هي مفاتيح النجاح عبر كتابه الأشهر والذي سأورد ملخصا له ( نقلا ) وليس اجتهادا مني..حتى يمكننا الإستفاده منها والوصول إلى نحو أفضل مما نحن فيه ...

المفتاح الأول: الدوافع.. والتي تعمل كمحرك للسلوك الإنساني.

وهنا يروي الدكتور قصة الشاب الذي ذهب يتلمس الحكمة عند حكيم صيني فسأله عن سر النجاح؟؟ فأرشده أنها " الدوافع"، فطلب الشاب المزيد من التفسير، فأمسك الحكيم برأس الشاب وغمسها في الماء، فلم يتحرك لبضع ثواني، ثم بدأ يحاول رفع رأسه من الماء، ثم بدأ يقاوم يد الحكيم ليخرج رأسه، ثم بدأ يجاهد بكل قوته لينجو بحياته من الغرق، وفي النهاية أفلح.

ففي البداية كانت دوافعه موجودة لكنها غير كافية، وبعدها زادت الدوافع لكنها لم تبلغ أوجها، ثم في النهاية بلغت مرحلة متأججة الاشتعال، فما كانت من يد الحكيم إلا أن تنحت عن طريق هذه الدوافع القوية، فمن لديه الرغبة المشتعلة في النجاح سينجح، وهذه بداية طريق النجاح !!

المفتاح الثاني: الطاقة..  التي هي وقود الحياة

وهنا يقول أن العقل السليم يلزمه الجسم السليم، ولا بد من رفع مستوى كليهما حتى نعيش حياة صحية سليمة، وخير بداية هي أن نحدد نصوص الطاقة اللازمة لحياتنا نحن البشر، وأولها عملية الهضم ذاتها، وصلي الله وسلم على من قال "جوعوا تصحوا"، والقلق النفسي هو اللص الثاني للطاقة، ما يسبب الشعور بالضعف، والثالث هو الإجهاد الزائد دون راحة.

والآن كيف نرفع مستويات الطاقة لدى كل منا- على المستوى الجسماني والعقلي والنفسي؟؟؟ الرياضة والتمارين، ثم كتابة كل منا لأهدافه في الحياة، ومراجعتها كل يوم للوقوف على مدى ما حققناه منها، ثم أخيرًا الخلو بالنفس في مكان مريح يبعث على الراحة النفسية والهدوء والتوازن.

المفتاح الثالث: المهارة... والتي هي بستان الحكمة

فقد يظن البعض أن النجاح وليد الحظ والصدف فقط، وهؤلاء لن يعرفوا النجاح ولو نزل بساحتهم، المعرفة هي القوة، وبمقدار ما لديك من المعرفة تكون قوياً ومبدعًا ومن ثم ناجحًا.

كم من الكتب قرأت وكم من الشرائط التعليمية سمعت مؤخرًا؟ وكم من الوقت تقضي أمام المفسديون؟ ولكن.. لتصل إلى غد أفضل ومستقبل زاهر بادر بتعلم المزيد دون توقف، وتذكر الحكمة الصينية القائلة بأن "القراءة للعقل كالرياضة للجسم"

المفتاح الرابع: التصور (التخيل) .. هو طريقك إلى النجاح

وهنا يقول بأن إنجازات ونجاحات اليوم هي أحلام وتخيلات الأمس،"" فالتخيل بداية الابتكار""، وهو أهم من المعرفة ذاتها، وهو الذي يشكل عالمنا الذي نعيش فيه، والكثير من الأحلام كانت محط سخرية العالم قبل تحققها، مثل حلم فريد سميث ، وحلم والت ديزني الذي أفلسه ست مرات حتى تحقق، يحدث كل شيء داخل العقل أولاً، لذا عندما ترى نفسك ناجحاً قادرًا على تحقيق أهدافك مؤمنًا بذلك في قلبك، كل هذا سيخلق قوة ذاتية داخلية تحقق هذا الحلم.

وتموت بعض الأفكار العظيمة قبل أن تولد لسببين: عدم الإيمان الداخلي، وتثبيط المحيطين بنا، المكان الوحيد الذي تصبح أحلامك فيه مستحيلة هو """داخلك""" أنت شخصيًا.

المفتاح الخامس: الفعل (تطبيق ما تعلمته).. وهو الطريق إلى القوة

فالمعرفة وحدها لا تكفي، فلا بد وأن يصاحبها التطبيق العملي، والاستعداد وحده لا يكفي، فلا بد من العمل، بل إن المعرفة بدون التنفيذ يمكنها أن تؤدي إلى الفشل والإحباط، والحكمة.. هي أن تعرف ما الذي تفعله، والمهارة.. أن تعرف كيف تفعله، والنجاح.. هو أن تفعله! يتذكر الإنسان العادي 10% أو أقل مما يسمعه، و25% مما يراه، و90% من الذي يفعله. ينصحنا أصحاب النجاح دوماً أنه ما دمنا مقتنعين بالفكرة التي في أذهاننا، فيجب أن ننفذها على الفور.

موانع الناس من التحرك لا يخرجون عن اثنين: الأول وهو الخوف من الفشل! والثاني المماطلة والتسويف، وحل هذه المعضلة هو وضع تخيل لأسوأ شيء يمكن أن يحدث وأفضل ما يمكن حدوثه نتيجة هذا التغيير، ثم المقارنة بين الاثنين !!

فليس هناك فشل في الحياة، بل خبرات مكتسبة فالقرار السليم يأتي بعد الخبرة التي تأتي من القرار غير السليم. لا تقلق أبداً من الفشل.

والحكمة اليابانية تقول أنك لو وقعت سبع مرات، فقف في المرة الثامنة، الحياة هي مغامرة ذات مخاطر أو هي لا شيء على الإطلاق، والتصرف بدون خطة هو سبب كل فشل.....

وهنا نكتفي بهذا القدر على أن نستكمل الخمسة مفاتيح الأخرى لاحقا..