في تقرير لها بالأمس نشرت صحيفة المدينة تقريراً عن أبرز الأسباب وراء ضعف مخرجات الأقسام العلمية بالجامعات ، وأعتقد أن ماذكر من أسباب يغني عن الكثير من الدراسات والأبحاث التي ينفق من أجلها الملايين ويستغرق إكمالها وقتاً طويلاً وفي نهاية المطاف لاتخرج نتائج تلك الدراسات عن الأسباب التي وردت في ذلك التقرير والذي شارك فيه عدد من الأكاديميين الذين يعمل معظمهم داخل أروقة الجامعات ويعرفون نقاط الضعف والقوة الموجودة فيها كما يعرفون الأسباب الحقيقية وراء ضعف المخرجات .
من أهم ما ذكر في التقرير عن أسباب ضعف مخرجات الأقسام العلمية في الجامعة تواضع القيادات الإدارية في الأقسام العلمية وعدم وجود معايير محددة وواضحة يتم من خلالها تعيين رؤساء الأقسام إضافة إلى ضعف الكوادر العلمية الأكاديمية والتي يتم تعيينها في بعض الأحيان من خلال معايير غير واضحة بل وفي بعض الأحيان مجهولة ، إضافة إلى عدم تحديث البرامج التعليمية والتدريبية في الأقسام العلمية إذ إن هناك العديد من المقررات التي لاتزال تدرَّس في بعض الأقسام العلمية في حين أن مضمونها قديم جدا وقد انقرض على أرض الواقع ولايتوافق مع العلوم الحديثة .
أحد أهم أسباب ضعف تلك المخرجات العلمية هو ما يتم ترديده باستمرار في معظم المؤسسات التعليمية بسبب عدم مواءمة المخرجات العلمية مع الاحتياج الفعلي في سوق العمل وأساس هذا السبب نابع من عدم وجود الخطط والبرامج في الأقسام العلمية التي تتم بالتعاون والتنسيق والمشاركة مع القطاع الخاص والشركات العاملة فيه مما ساهم في استنساخ العديد من الخريجين بنفس المستوى كما ساهم في المقابل في تسرب الكفاءات العلمية الموجودة داخل الجامعات نحو القطاع الخاص والذي يتمكن من إغراء هؤلاء للانضمام إليه .
من أهم أسباب ضعف المخرجات العلمية من الجامعات هو أن العديد من الجامعات لاتتوفر فيها البيئة العلمية الجاذبة للمبدعين ولاتعمل على توفير الإمكانات المادية والمعنوية لإيجاد نخبة من المبتكرين بل إن بعضها أصبح همه الأكبر هو التصنيف السنوي للجامعات في العالم وكيفية القيام بالمتطلبات التي تساهم في الحصول على مراكز متقدمة في ذلك التصنيف .
لن تتحسن مخرجات الجامعات العلمية أو غيرها ما لم تفعَّل سبل الشراكة والتعاون بين المجتمع والجامعات من أجل خدمة المجتمع وخدمة القطاع الحكومي والخاص ففي الجامعة العديد من القدرات والإمكانات الضخمة غير أن كثيراً منها معزول عن المجتمع والكوادر العلمية في فلك وهي تسبح في فلك آخر .
نقلا عن المدينة