يبلغ متوسط نسبة النساء في مقاعد مجالس الإدارات للشركات حول العالم 18٪ بنهاية عام 2015 ، في حين أن هذه النسبة تنخفض لتصل إلى 8٪ في الدول الناشئة ، حسب تقرير "مورغان ستانلي" للشركات التي تقوم بتغطيتها حول العالم، كذلك فإن هناك ما نسبته 11٪ من الشركات حول العالم (ضمن مؤشر MSCI) يديرها تنفيذيًا أو ماليًا امرأة.
أعلى دولة من حيث نسبة مقاعد الإناث في مجالس الإدارات هي النرويج ، حيث يشكل النساء 40٪ من مقاعد المجلس ، تليها السويد بنسبة 34٪ .
حسب التقرير فإن الشركات التي يشغر النساء فيها ثلاثة مقاعد فأكثر في مجلس الإدارة تحقق أداءً ماليًّا أفضل من نظيراتها من الشركات التي ليس فيها نساء بعلاوة قدرها 2.7٪ (معدل العائد على الملكية ROE)، بالإضافة إلى تميزها بمستوى حوكمة أعلى.
هذه النتائج الإيجابية من عمل المرأة القيادي في الشركات شجَّع الشركات حول العالم إلى تعزيز وجود العنصر النسائي في المناصب العليا للشركات.
على صعيد إدارة الأصول والثروات فإن نسبة مديري صناديق الاستثمار من الإناث في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتجاوز 10٪ يقومون بإدارة ما نسبته 2٪ فقط من إجمالي أصول صناديق الاستثمار، حسب تقرير مورنينق ستار في منتصف عام 2015.
رغم قلة الأصول المدارة من قبل الإناث حول العالم إلا أن الدراسات التجريبية وجدت أن أدائهم يتفوق على أداء نظرائهم من الرجال (نقلا عن مقالتين في صحيفتي الايكونومست والفاينانشال تايمز).
التفسير الشائع لهذا التفوق الأنثوي هو أن المرأة تفضل مستوى منخفضًا من المخاطر حسب ما وجدت معظم الدراسات السلوكية، وفي الواقع أن هذا قد يكون تفسيرًا معتبرًا إذا كان تفوق النساء في فترات الأسواق الهابطة ، حيث إن الأسهم الدفاعية (ذات المخاطر المنخفضة) تهبط بمعدل أقل من معدل هبوط الأسهم ذات المخاطر الأعلى، مما يجعل أداء الإناث أصحاب الأسهم الدفاعية أفضل.
ولكن هذا التفسير لا يبدو منطقيا عندما تكون الأسواق صاعدة، ففي فترات الازدهار تحقق الأسهم ذات المخاطر العالية أداءً أفضل من غيرها، ليتفق ذلك مع العلاقة المنطقية الطردية بين العائد والمخاطرة، وفي الحقيقة فإن صناديق النساء تفوقت على صناديق الرجال في فترات الصعود والهبوط معا.
لذلك يعزو البعض ذلك التفوق إلى عوامل أخرى ، منها أن الصناديق الأنثوية أصغر حجما من حيث الأصول المدارة.
وبشكل عام فإن الصناديق الأصغر حجمًا تتفوق على الصناديق الكبيرة.
ومن التفسيرات كذلك ما ذكرته دراسة (Barber and Odean 2012) حيث وجدوا أن معدل دوران الأصول (البيع والشراء بشكل متكرر) في الصناديق الأنثوية قليل، وهذا قد يكون أقرب تفسير للتفوق الأنثوي، إذ أن الدراسات تقول إن التداول المتكرر في الأسهم يقلل من العائد لسببين:
(1) رسوم التداول.
(2) التداول المتكرر المؤشر على الإفراط في الثقة.
ويؤيد هذا القول ما انتهت إليه الدراسات السلوكية بأن الرجل أكثر إفراطًا في ثقته بنفسه من المرأة.
على الجانب الآخر، دراسة حديثة قام بها (Baer, Niessen-Ruenzi, and Ruenzi 2015) لم يجدوا فرقًا ذا أهمية إحصائية بين أداء الجنسين في الصناديق الاستثمارية في أمريكا على خلاف الدراسات والتقارير الشائعة.
أما على صعيد التحليل المالي، فإن نسبة المحللين الماليين من الإناث في شركات الوساطة المالية الأمريكية تبلغ ١٤٪ في عام ٢٠٠٥ حسب دراسة (Green, Jegadeesh, and Tang 2009) المنشورة في مجلة Financial Analysts Journal التابعة لمعهد المحللين الماليين CFA.
الدراسة وجدت أيضا أن دقة توقعات الإناث لأرباح الشركات أقل منها عند الذكور، ولكن بشكل عام فإن الإناث يقومون بدور أفضل من الرجال في الجوانب الأخرى للوظيفة حسب ما تقول الدراسة.
كما أن عدد من الدراسات السلوكية وجدت أن المرأة أقل عرضة للتحيزات العقلية المختلفة التي يتعرض لها المحللون الماليون منها على سبيل المثال Ones and Viswesvaran 1998؛ Goertzel 1983؛ Dollar, David, Raymond Fisman, and Roberta Gatti. 2001.
هذا ما تيسر لي جمعه على عجالة من الدراسات والتقارير والمقالات؛ والله الموفق.
خاص الفابيتا_أرقام