أثار خبر استحواذ أرامكو على سابك الكثير من التساؤلات حول الهدف من هذه الصفقة. في هذه المقالة سوف أحاول أن أجيب على هذا التساؤل.
يرى النقاد أن الهدف من هذه الصفقة هو دعم خطة الشركة الاستراتيجية التي تنص على دخولها إلى قطاع البتروكيماويات، وهذا برأيي تفسير وجيه، إلا أن طريقة تمويل الصفقة تجعلني أعتقد أن هنالك أهداف رئيسية أخرى.
في عام ٢٠١٦ صرح سمو ولي العهد بأن ملكية أرامكو سيتم نقلها لصندوق الاستثمارات العامة. وبذلك يكون صندوق الاستثمارات العامة هو المالك لجميع أسهم أرامكو كما أنه هو المالك أيضا لـ ٧٠٪ من ملكية سابك. وبذلك فإن استحواذ أرامكو على سابك لا يلزم منه أن تدفع أرامكو لصندوق الاستثمارات العامة وذلك لأن الصندوق هو المالك لأرامكو وللحصة التي سيتم شراؤها من سابك. وهذا أيضا ينطبق في حال عدم اكتمال نقل ملكية أرامكو للصندوق إذ أن الحكومة هي البائع والمشتري على كل حال.
تمويل الصفقة عن طريق الاقتراض يجعلني أعزو هذه الخطوة إلى أحد أمرين. الأول هو أنها قد تكون بديلا عن اكتتاب أرامكو، إذ أنها تحقق نفس الهدف من الناحية المالية وهو تمويل صندوق الاستثمارات العامة، بحسب ما صرح به سمو ولي العهد في وقت سابق.
تعتبر هذه الخطوة أكثر كفاءة من الناحية المالية وهي خطوة مشابهة لما اقترحته في مقال سابق في موقع أرقام بعنوان "إعادة شراء أرامكو لأسهمها بدلا من الاكتتاب" في فبراير الماضي.
في ذلك المقال اقترحت أن تقترض أرامكو لشراء ٥٪ من أسهمها من الحكومة، كخيار بديل يجنبنا مخاطر الاكتتاب ويجمع الأموال المطلوبة لصندوق الاستثمارات العامة بتكاليف أقل. وفي حين أن النتيجة المالية واحدة (توفير سيولة للدولة/الصندوق)، سواء اشترت أرامكو بالأموال المقترضة ٧٠٪ من أسهم الحكومة في سابك أو اشترت ٥٪ من أسهم الحكومة في أرامكو؛ إلا أن شراء أسهم سابك بدلا من شراء أسهم أرامكو قد يساعد على توفير التمويل بأقل تكلفة ممكنة. حيث أن تمويل الاستحواذ على حصص استراتيجية قد يكون أكثر إقناعًا للممولين من تمويل التخارج. بالإضافة إلى إمكانية رهن أسهم سابك للممولين.
أما التفسير الآخر لهذه الخطوة فهو رغبة الصندوق في زيادة قيمة أرامكو عند طرحها للاكتتاب. وهذه الزيادة لها مصدرين. المصدر الأول هو قيمة حصة أرامكو في سابك، وهذا واضح. أما المصدر الثاني (وهو الأهم بحسب رأيي) فهو أن الاقتراض سوف يسهم في خفض تكلفة رأس المال التي يتم حسابها بواسطة المتوسط لتكلفة الديون وحقوق الملكية، حيث أن اقتراض الشركة قبل الطرح قد يسهم في زيادة قيمة الشركة وذلك أن تكلفة الدين أقل من تكلفة الملكية. كما أن الاقتراض أو ما يُعرف بالرفع المالي يحقق للشركة وفر ضريبي، حيث يتم خصم الفوائد من الدخل الخاضع للضريبة خصوصا مع ارتفاع معدل الضريبة على أرامكو والذي يبلغ ٥٠٪.
وإذا افترضنا أن صافي التدفق النقدي للشركة يبلغ 105 مليارات دولار كما قمت بتقدير ذلك سابقًا في مقالة بموقع أرقام (بعنوان: تقييم أرامكو مرة أخرى)؛ فإن الاقتراض بمقدار 5% من هيكل رأس المال سيرفع من قيمة الشركة بمقدار 40 مليار دولار كتعويض للملاك عن مخاطر الاقتراض.
ولذلك، فإنني أرى أن أهداف صفقة استحواذ ارامكوا على سابك لا تقف عند الجانب الاستراتيجي فحسب، بل تمتد إلى الجانب المالي.
خاص_الفابيتا
يعطيك العافية ... لكن أليس بامكان صندوق الاستثمارات العامة الحصول على تمويل مباشر بدون ادخال ارامكو بالموضوع وذلك برهن أسهمه المملوكة في سابك؟
اعتقد ان مسببات العملية- بالاضافة لما تفضل به كاتب المقال - كالتالي : - الحصول على دولارات لتعويض التناقص في اصول ساما من العملة الصعبة لحماية العملة ( النقص كان حوالى ربع ترليون دولار في الاعوام 2014-18. - الانتهاء من اشكالية دعم الدولة لشركاتها بتقديم غاز الميثان باقل من قيمته السوقية( 3 دولار في حالة التسييل والتصدير ) وهذه النقطة كانت ولاتزال من اصعب النقاط في مفاوضات انضمام المملكة لمنظمة التجارة وكذلك مع الشركاء التجاريين فتهمة دعم الدولة لغاز الميثان تلاحق سابك دائما. - رغبة ارامكو في التحول نحو المنتحات البتروكيماوية لتعظيم الربحية من خلال الدخول في عمليات المصب وموازنة عمليات المصب مع عمليات المنبع . وكذلك للتخفيف من التعرض لقطاع النقل والذي من المحتمل ان يواجه منافسة من السيارات الهجينة والكهربائية خلال الفترة 2030-40. وحيث ان سابك تملك خبرات وقدرات تسويقية فمن الافضل ان تكون حزء من ارامكو . - اقتراض ارامكو من السق العالمي اسهل وارخص واقل تكاليف سياسية من اقتراض صندوق الاسثثمارات العامة لان ارامكوا لديها قوائم مالية لسنين وكذلك لديها تدفقات نقدية معروفة لسنين سابقة طويلة ولها تصنيف ائتماني بينما صندوق الاسثثمارات من الصعوبة فتح دفاتره للبنوك الاجنبية للتعرف على اصوله التي العديد منها تمت لاسباب غير اقتصادية و لاتفضل الدولة الافصاح عنها. وكذلك لئلا يحسب قرض سيادي على الدولة ويضر بتصنيفها الائتماني .
نقاط منطقية
طبعا المالك واحد حكومة و صندوق،،، لكن الميزة ان صندوق الاستثمارات العامة لم يكون هو المالك تكون الملكية واضحه و محدده وتحت رقابه دقيقة ... اما تكون الحكومة مالكه تصبح الملكية عامة وقابله لتلاعب من فساد و غيره.
ا سابك وارامكوكيانات قانونيه مستقله ولا يمكن قانونيا تحويل ملكية سابك الى ارامكو بهذا السهوله. خيارات استخدام غاز الميثان والايثان هو 1. تحويله الى بتروكيماويات واستخدامه كطاقه في محطات الكهرباء والتحليه. 2. نقله عبر الانابيب الى السوق الاوربيه وهو مكلف ويمر عبر منطقه مضطربه وهو خيار غير عملي.3. نقله عبر السفن وهو خيار مكلف جدا ويحتاج بناء سفن خاصه لغاز الايثان والميثان( يختلف عن تسييل البروبين والبيوتين). القول بانه يباع مدعوما غير دقيق حيث اسعار الغاز في السوق الامريكيه في حدود 2.8 دولار لكل مليون بيتيو. فوائد استخدامه في صناعة البتروكيماويات يفوق باضعاف تصديره خارج المملكه.
وهل لدينا كميات اضافية لنبيعها؟
موضوع ( قيمة غاز الميثين والايثين ) معطى اكبر من اللازم فقيمته ليست بتلك الكبيره ,, قيمة سوائل البروبان والبوتان تقريبا عشرة أضعاف
لا ننسى ان احد اهم الاهداف من طرح ارامكو هو زيادة الشفافية وتسليط الضوء على النفقات ، الاقتراض الخارجي يحقق نفس الهدف لان التقارير المالية ستكون تحت المراجعة دوريا من حماة السندات ، ويبقى موضوع موضوع الطرح خيارا تحدده الحكومة.
استحواذ أرامكو على حصة في سابك لن يغير. شيئا يذكر لأنها ما تزال ضمن استثمار ات الحكومة في حين أن هذا الانتقال سيكبد ارامكو اللجوء إلى قروض دولية لتمويل الصفقة ونحن لسنا بحاجة إلى مزيد من القروض من اجل انتقال حصص من اليد الشمال إلى اليد اليمين
أسجل أعجابي الكبير بما تطرح أستاذ عمر من أفكار مبدعة كالعادة
هذا المقال جدا شبيه بمقال كاتب اجنبي : ارامكو تقرر إلغاء بيع ٥٪ من أصولها، وتكتفي باصدار سندات دولية لتغطية شراء جزء من سابك. https://www.bloomberg.com/news/articles/2018-07-26/aramco-is-said-to-weigh-global-bond-sale-to-finance-sabic-deal
شكرا لردك سعد. للتنويه فقط فمقالي صادر قبل مقال بلوميرغ بثمان ساعات.
https://oilprice-com.cdn.ampproject.org/c/s/oilprice.com/Energy/Energy-General/Has-Saudi-Arabia-Fooled-Oil-Analysts.amp.html