معاً نحو المستقبل

27/04/2016 3
مازن السديري

يوم الاثنين الماضي أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- الموافقة على رؤية المملكة 2030 عبر طرح هذه الرؤية بمنتهى الشفافية للمواطنين والتي دعمها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال حواره الصريح في قناة العربية والمؤتمر الصحفي..

لم يكن الأمير يطرح أرقاماً خيالية أو يبيع الوهم، ولكنه يقدم مشروعاً يحمل الصعوبات والتحديات التي تجبرنا جميعاً كمواطنين أن نتكاتف حولها من أجل تحقيقها للوصول إلى الهدف الكبير بأن يرانا العالم مجتمعاً يعمل ويتعلم وينتج ويتطور ويتغير، وليس مجرد شركة بترول.. كما أن هذه النظرة الوطنية للتحول ليست مرتبطة بقوانين ثابتة؛ بل قابلة للتغير والتحديث تبعاً للمعطيات المتغيرة والمرتبطة بثقافة المجتمع وتطور التقنية والوضع الاقتصادي العالمي والسياسي والأمني المحيط، وتطبيق هذه الأفكار قابل للخطأ والفشل، كما حدث لوزارة المياه التي فشلت في تعزيز أهداف التحول الذي كان يهدف لزرع ثقافة استهلاكية جديدة للمواطنين، وليس جباية ضريبة، لكن خطأ الوزارة الذي أقره سمو ولي ولي العهد بكل ثقة يؤكد الجدية للعمل والرغبة الإصلاحية وعدم التراجع أو التخاذل عن تحقيق الأهداف الوطنية.

من تحول النموذج الاقتصادي للمملكة من دولة مصدرة للبترول خلال الثمانين عاماً الماضية إلى بيئة استثمارية تنشط جميع مواردها عبر جذب الاستثمارات الأجنبية التي ترغب الدخول للسوق السعودي أو الاستعانة بالكوادر السعودية، وفي ظل وجود الدولة كمستثمر عبر صندوق الاستثمارات العامة الذي سوف يزيد الطمأنينة أكثر، ووجود الدولة كمستهلك عبر توطين صناعة السلاح، التي يمكن أن تنعكس بتعزيز الاستثمار المعرفي والمعادن الخام والطاقة، نتوقع المزيد والمزيد من تطور الأنظمة والقوانين في جدلية لا تنتهي نراها في جميع دول العالم المتقدم.

وجميعنا كمواطنين وكذلك المقيمين عبر النظام الجديد الذي يمكنهم من المشاركة والاستثمار سوف نشارك في تعزيز صورة هذا الوطن الغني بثرواته الخام وموقعه الجغرافي وقدرات شعبه وجمال سمائه..

نقلا عن الرياض