كان حكيم بن حزام حكيما على اسمه لهذا استشاره امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في ان يقرر لقريش اعطيات شهرية فقال حكيم: (يا امير المؤمنين ان قريشا اهل تجارة ومتى فرضت لهم عطاء تركوا تجارتهم فيأتي بعدك من يحبس عنهم العطاء فتكون التجارة قد خرجت من ايديهم).
هذا الرأي سبق الحكمة الشهيرة (علمني الصيد ولا تعطني سمكة كل يوم) وفي ذلك دلالة على خطورة المال السهل حين نقدمه لاولادنا بلا عمل فإنه يعودهم على الاتكالية والكسل والجنوح الى البطالة السافرة او المقنعة وفي ذلك تدمير للنفسية وتحطيم للكرامة واضعاف للقدرة الذاتية والقوة الملازمة فإن الانسان اذا ظل عاطلا عن العمل عدة سنوات قلما يصلح للعمل من جديد او يفلح فيه وهذا خطر آخر من اخطار البطالة ومساوئها التي لا تعد ولا تحصى.
ان اكتساب المال بالعمل الجاد والمثابرة والصبر يكسب صاحبه خبرة هائلة وقدرة دائمة على توليد المال وابتكار الافكار والاهم انه يبني شخصيته ويبعده عن التفاهة ويجعله يحقق ذاته ويكسب خبرة عظيمة بالحياة والناس.
ان إغداق المال على الاولاد يجعلهم يغرقون في الترف الرخو ويصابون بالخمول والخمود وقد يقعون في رذائل لا حصير لها، كما ان (السعودة الوهمية) تكريس للبطالة والكسل فوق انها تزوير.
نقلا عن الرياض
للفائدة: فرض عمر رضي الله عنه العطاء لقريش ولغيرهم ليُفرّغ العرب للجهاد في سبيل الله كما منع في عهده قسمة الأرض في البلاد المفتوحة على [الجند] حتى لا ينشغلوا بالزراعة عن الجهاد
وكذلك ينطبق على الدول التي اتكلت ولم تعمل والتي يطلق عليها عبارة المرض الهولندي
وهذا ما ذكره ابن خلدون في قيام وانهيار الدول. اسبانيا الاستعمارية وقعت في نفس الفخ بعد ثرائها المفاجىء من ذهب مستعمراتها المهول الحجم فتحولت الى امة تستهلك ولا تنتج فتدهور بها الحال الى ان اصبحت في ذيل قائمة الدول الاوربية. مثال آخر في الدول التي تبنت انظمتها سياسة الرعاية المفرطة لمواطنيها لإسباب سياسية كمصر واصبح الحاكم يخاف من المساس بذلك بعد ان اصبح الامر حق مكتسب وتحولت الى دولة تتسول لكي تصرف على شعبها والذي تشكل نسبة البطالة المقنعة منه الاعلى في العالم.
تحمل المسؤلية يبدأ من الأسرة والمدرسة ثم المجتمع وعلينا اخذ ماعند الغرب من افعال مفيدة مثل ترك الابنا الاعتماد على انفسهم وترك السيئ لديهم مثل التفكك الاجتماعي وعدم التكافل الاسري شكرا على المقال وعسى ان نطبق
احسنت كاتبنا
كلام قليلة ذو فائدة كبيرة على مستوى الفرد والمجتمع والدولة شكرا للاستاذ عبدالله الجعيثن
جزاك الله خير