الصناديق الاستثمارية محرقة للأموال

08/02/2016 7
م . عبدالله الأحمري

صدرت تقارير في اليومين الماضيين أشارت إلى تراجع أصول صناديق الاستثمار في السعودية 7% في عام 2015 وعلى مدى العشر السنوات الأخيرة تراجعت الأصول بمقدار 26% وانخفض عدد المشتركين فيها قرابة الـ60% بينما زادت أعداد الصناديق من 199 في عام 2005 إلى 270 صندوقا في عام  2015.

أداء الصناديق الاستثمارية يثير استياء المستثمرون فيها وأدى إلى تراجع الثقة في ادارة هذه الصناديق خاصة صناديق الأسهم بسبب التذبذبات الحادة التي مر فيها السوق السعودي خلال ال10 سنوات الماضية. 

الصناديق الاستثمارية التي تدار من قبل متخصصين وخبراء في أسواق المال يختارون الاسهم الممتازة في أي سوق مهما اختلف سعر الشركة , ولكن متى سوف يتعلم هؤلاء المدراء وقت الدخول المناسب والخروج المناسب بعيدا عن نظرية (مستثمر طويل الأجل) , لماذا لا يتعلم هؤلاء الخبراء دروس في الأزمات لكي يحافظوا على رؤوس أموال هؤلاء المستثمرين وحفظها من محرقة الأسواق. 

صحيح أن المستثمر ينظر فقط الى عائد الشركة ونتائجها المالية , ولكن هل السعر مناسب لكل استثمار في أسواق المال؟

 فعندما تذهب إلى أحد الصناديق في وقت السوق متشبع والأسعار متضخمه وبالآلة الحاسبة هذه الأسعار لا تناسب للاستثمار كما حصل في عام 2006 وعام 2014 تجد أن مدراء الصناديق والموظفين فيها في ذلك الوقت يرحبون بك ويسعدون بانضمامك إليهم بدون توعية أو تنبيه للمستثمر أنك أتيت في الوقت الغير مناسب والأسعار غير مجدية للاستثمار ويجب عليك الانتظار قليلا , فبعد كل ارتفاع حاد وتضخم عالي يأتي انهيار وانخفاض تصنع بعدها الفرص ويأتي الوقت المناسب للدخول , إن كان هذا المستثمر أتى إلى الصندوق بقدميه فهو يرمي بثقته على البنك أو شركة الوساطة التي ذهب اليها لأنه لا يعي تماما ما يحصل في السوق ولا يعرف حتى طريقة الاستثمار فيه.

بعد كل هذه الرواية مدراء الصناديق لا يهتمون إلى أموال المستثمرين ولا يشغل بالهم مهما خسرت أو ربحت , ما يهمهم أنه سوف يدفع هذا العميل الرسوم الإدارية والسنوية وسنأخذها منه سواء إن كان رابحا أو خاسرا

لا يوجد توعية للمستثمرين وحرص من الصناديق على هذه الملايين التي تحت أيديهم , بل يقبلوا كل ريال يأتي إليهم سواء كانت الأسعار متضخمه أو منهارة.

ولا يوجد سياسة في هذه الصناديق للخروج من بعض أسهم الشركات إذا كانت أسعارها عالية وقد خرجت عن نطاقها المعروف. 

ليست مهمة مدراء الصناديق تحديد واختيار الاسهم المناسبه فقط , بل يتوجب عليهم تحديد الدخول والخروج المناسب والتنبؤ بالأزمات وتغيير المراكز والمحافظة على رؤوس الأموال التي تحت أيديهم إن كان السوق أو المنطقة مقبلة على أزمة سوف ينهار معها السوق.

وليس كل من أتى إلى صناديق الاستثمار هو يريد الاستثمار لـ100 عام , فالصناديق تتجاهل مسألة الأسعار والتقلبات بسبب هذه النظرية وبهذا المنطق هلكت أموال المستثمرين خصوصا الذي يريد الاستثمار لعدد قليل من السنوات.

ما زالت العقلية الادارية للصناديق الاستثمارية السعودية هي نفسها قبل قرن من الآن ولم يستفيدوا من الدروس التي علمتنا إياها الأزمات ويرافق هذا العقلية قلة في المصداقية والتوعية مع العملاء الذين أتوا إليهم.

الادارة الذكية لصناديق الأسهم وهم قلة هي التي تقوم باهتمام واسع لعملائها وتدلهم على الطريق الصحيح للاستثمار معها , فمع كل هذا سيكسب السمعة الجيدة والكثير من العملاء والمزيد من الأرباح , أما أن الصندوق يقبل كل عميل يأتي إليه سواء كان الوقت مناسب أو غير مناسب من أجل كسب المزيد من العمولات فهذه لعبة قد انتهى زمنها.