هل سوف تخصص آرامكو ؟

19/01/2016 16
فواز حمد الفواز

ذكر عن رئيس مجلس  ادارة  ارامكو و رئيسها التنفيذي ان آرامكو  تعمل على دراسات وتوجهات لتخصيص آرامكو او بعض مشاريعها.

قبل الدخول في طبيعة وتوقيت وحجم التخصيص المقترح دعنا نراجع المفهوم العام ومدى تطبيقه في المملكة.

لا يحمل التخصيص نفس المفهوم للكل، إذ يختلف المفهوم من بلد لآخر ومن مرحلة لأخرى ومن هدف لآخر.

" آرامكو " عماد الاقتصاد في دولة نامية وعلى خلفية بحث مؤجل النتائج عن مصادر دخل اخرى في بلد تسيطر الحكومة على كل مفاصل الاقتصاد  يأخذ التخصيص أبعاد ونواحي مختلفة جذريا عن ما تردد في الصحافة المالية عالميا.

يختلف مدى و حجم و عمق التخصيص حسب درجة دور القطاع الخاص في الاقتصاد من ناحية ودرجة الاقتصاد في سلم التنمية بما  في ذلك النواحي المؤسساتية .

الحديث عن تخصيص آرامكو جاء على لسان الصحافة الغربية التي ركزت على الفجوة المالية في ميزانية الحكومة ومدة حدة الحاجة لبيع اهم ما تملك الحكومة في ظل اسعار النفط  الحالية، حتى ان احدها شبة بيع آرامكو ببيع حلة العروس .

كما تما ربط تخصيص آرامكو مع محاولة تغيير ادارة اقتصاد المملكه .

في ظل هذة الخلفية من الجدل وقلة المعلومات الموثقة يصعب الوصول الى نظرة صائبة من منظار مالي ناهيك عن الاقتصادي او التنموي الأوسع . 

يؤخذ بالتخصيص عادة في البلاد النامية كجزء من منظومة لهيكلة الاقتصاد وتفعيل الإنتاجية، إذ يتحدث الاقتصاديين عن " اجمالي إنتاجية عوامل الانتاج  " والتي تشكل  محصلة  القوى البشرية وراس المال والتقنية والقدرات  التنظيمية للقفز بفعالية الاقتصاد .

اذا كان دخل الحكومة يعتمد على هذا المورد ، فالأحرى ان لا تبيع الحكومة مصدر تمويلها وخاصة اذا كان العجز المالي هيكلي .

عادة اذا العجز هيكلي وفي ظل معادلة استثمار محدودة يصبح هدف التخصيص بحث عن أموال لزيادة الاستهلاك.

ولذلك هناك تناقض هيكلي حول ما ذكرت الصحف والتحليلات الغربية عن تخصيص آرامكو . 

ولا يقف التناقض هنا بل ان تجربة المملكه اقتصاديا تبدأ من منطلق وحقيقة ان آرامكو رائدة النقلة المرحلية لاقتصاد المملكة و لذلك حتى الهدف المرحلي للتخصيص من هذا المنطلق يصبح صعب التبرير او الفهم .

طبعا هذا لا يمنع من تطورات مؤثرة تشير الى ان آرامكو تمر بتغييرات  مثيرة مثل الاستثمار الاخير في شركة ألمانية.

بل ان الحكومة لجات الى آرامكو للمساعدة في تنفيذ مشاريع خارج نطاق مهامها، كما استقطبت بعض كبار مسؤوليها لإدارة هئيات حكومية مختلفة.

احد تفرعات النقاش ذكرت ان الحديث عن " المصب " بمعنى الشركات المتفرعة عن آرامكو في الصناعات البتروكيماوية والتكرير وبعض خدمات الصناعة النفطية وليس " المنبع " بمعنى الاستكشاف والتنقيب وتسويق النفط .

ولكن حتى هذة الجزئية ليست مفهومة في ظل ما بدات المملكة من سنوات .

فقد شرعت آرامكو في الدخول  في شراكة مع القطاع الخاص في بعض شركات الخدمات مثل الحفر العربية والدخول مع مستثمرين في صناعة الزيت في المنطقة الغربية  وأخيرا بيع جزء من بترورابغ من خلال طرح عام ، كما كان هناك توجه معلن لعمل نفس الشي مع الشراكة  في توتال الفرنسية و مجمع صدارة مع شركة داو كيمكال و آذي يعتبر اكبر مجمع في العالم و يكتمل في العام القادم .

المتوقع ان تستمر آرامكو في التجاوب مع سعي الحكومة لإشراك المواطنيين وتوسيع داءيرة سوق راس المال تدريجيا . 

يبدوا ان ما تم نقاشة لا يخرج عن ما سبق ان تم ولكن لأ اعرف مدى السرعة في ظل ما تشهد الاسواق من ناحية ومدى الرغبة في تخصيص مؤثر حين يبدا القطاع الخاص يملك الاغلبية في الملكية والسيطرة في القرار وارتكاز المالية العامة على الضرائب .

لازلنا بعيدين عن تلك المرحلة . اعتقد ان التخصيص الفاعل يحاكي عوامل مؤسساتية أعمق ولذلك علينا مرحليا بالعمل على تفعيل درجة الحوكمة من ناحية وتحريك راس المال في المجتمع بداية بالرسوم على الاراضي .

دور الرسوم في تغيير أنماط التصرفات الاقتصادية عامل مؤسساتي مؤثر واهم في نظري من تخصيص آرامكو على الاقل حسب ما ورد في الصحافة الغربية.