قامت مؤخرا شركة الاتصالات السعودية والتي تمتلك 26 % من أسهم شركة فيفا بتقديم عرض استحواذ اختياري لشركة فيفا ليصعد بعدها سهم شركة فيفا لأعلى سعر له منذ إدراج السهم ويغلق عند 1040 فلسا، وبعد إعلان هيئة سوق المال الكويتية الموافقة على تقديم العرض يكسر السهم هذا الرقم ويصل إلي 1100 فلساً، كما رفعت التأمينات العامة في الكويت بنسبة تملكها في الشركة إلى 9.73 % بعد الإعلان عن هذا العرض، مما يعطي مؤشراً إيجابياً على قوة العرض وأنه سيتم الموافقة عليه لتقوم بعد ذلك الاتصالات السعودية بمفاجأة المساهمين وتعرض شراء السهم مقابل دينار واحد، ليعود السهم ويغلق عند 1 دينار.
يظهر من الجدول التالي أن انطلاقة الشركة الحقيقة في عام 2012 حيث تمكنت من تحقيق أرباح بـ 3.87 مليون د.ك كما ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 47 % واستمرت في تحقيق أرباح.
السؤال هنا هو هل يعتبر عرض الاتصالات السعودية هزيل أم أنه جيد؟ قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف لماذا قدمت الاتصالات السعودية هذا العرض وفي هذا التوقيت؟
للإجابة على هذا السؤال نتطرق إلى النتائج المالية الشركة وسننظر لبندين مهمين وهما صافي الربح للشركة والخسائر المتراكمة لها.
يتضح من الجدول السابق أن الشركة بدأت في التخلص من خسائرها مع نهاية الربع الرابع 2014 وبدأت في تحقيق أرباح لذلك انتظرت الاتصالات السعودية حتى ضمنت أن الشركة لن تعود للوراء وأن أرباح الشركة تنمو أو على أقل تقدير تكون مستقرة، إذاً تقديم الاتصالات السعودية عرض الاستحواذ الآن يعد أمر منطقي حيث أنه إذا استمر أداء الشركة بتلك الطريقة في الربع الرابع فمن المتوقع أن تقوم الشركة بتوزيع أرباح على المساهمين.
أما بخصوص السعر الذي اقترحته الاتصالات السعودية لشراء السهم مقابل دينار واحد فسنرى أنه قبل إعلان الاتصالات السعودية نيتها تقديم عرض استحواذ على الشركة نجد أن سعر السهم السوقي لآخر 10 أيام قبل الإعلان عن العرض كان:
من الجدول السابق نجد أن سعر يتراوح بين 870 فلس و 930 فلس، ولم يصل أبدا لسعر 1000 فلس إلا بعد الإعلان عن عرض الاستحواذ.
في التالي سأقيم السعر العادل للسهم عن طريق مكررات الشركات المشابهة وتم استخدام شركات: زين الكويتية، الوطنية للاتصالات، وهيتس تليكوم.
وسيتم استخدام أربعة مكررات وهي صافي الربح والتدفقات النقدية التشغيلية والقيمة الدفترية والمبيعات لسنة 2014 وتم حساب المكررات بنائ على أسعار إغلاق يوم 25/11/2015.
حيث كانت النتائج كالتالي:
ويتضح من تلك العملية أن قيمة الشركة الكلية 464.80 مليون دينار كويتي وبما أن الاتصالات السعودية تمتلك 26 % من الشركة فإن أقل عرض من الممكن أن تقدمة الاتصالات السعودية للشركة هو 343.95 مليون دينار كويتي ( 931 فلس/ سهم) وبما أن الاتصالات السعودية عرضت دينار واحد فيمكن القول بان الاتصالات السعودية قدمت نسبة 8 % لتحفيز المساهمين لبيع أسهمهم.
المزايا التي ستعود للاتصالات السعودية من هذا الاستحواذ عديدة ومنها أنها ستتمكن من الحصول على كافة أرباح شركة فيفا كما أنها ستتمكن من رفع قيمة العلامة التجارية لها وستتمكن من زيادة حجم استثماراتها وستزيد أصول الشركة.
