المنافسة في القطاع البنكي السعودي (2-2)

14/12/2015 2
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

يتطور القطاع البنكي في العالم، وذلك لمواكبة التغيرات التكنولوجية والمعلوماتية التي تساعد البنوك على سرعة التفاعل مع احتياجات زبائنها بحساسية شديدة.

إن التباطؤ في تلبية احتياجات الزبائن المالية وما يرتبط بها من خدمات أخرى يفقد البنوك زبائنها الذين يعدون مصدر قوتها التنافسية في هذا القطاع المالي المحرك لعجلة الاقتصاد والتنمية الشاملة.

وهذه بعض النقاط الهامة التي أرى تقصير البنوك السعودية فيها، لذلك أرى ضرورة تحسينها للوصول إلى التنافسية والمحافظة على حصتها وجذب زبائن جدد.

أرى أهمية تطوير وظيفة التسويق في البنوك السعودية لأن تسويق الخدمات البنكية من أعقد أنواع التسويق من حيث الإقناع والرضا، فهي خدمات نلمس فائدتها ولا نلمسها بحواسنا الخمس.

إن زيادة عدد وجودة الخدمات البنكية المقدمة للزبائن ضرورة قصوى لأن قدوم المنافسين الأجانب إلى سوق الخدمات المالية سيتيح لزبائن البنوك السعودية الفرصة لتحويل حساباتهم الخاصة والمؤسسية إلى البنوك الأجنبية ما يجعل البنوك السعودية تواجه صعوبة في إقناع زبائنها للبقاء معها عندما تستخدم سياسات الترضية بدلا من سياسة رضا الزبون، حيث ان الترضية رد فعل على ما تواجهه من منافسة أجنبية عندما يتركها الزبون إلى بوك أجنبية اخرى بينما تحقيق رضا الزبون يعتبر سياسة سباقة وأصيلة في ثقافة البنوك التي تتمتع برؤية استراتيجية بعيدة المدى.

لابد من تيسير القروض الصغيرة والكبيرة لتلبية احتياجات المقترضين وتوسيع قاعدة تنويع الاستثمار للبنوك حتى لا تعتمد على مصدر ضيق لنموها.

إن الحساسية الشديدة في التعامل مع الزبائن الحاليين والمتوقعين من قبل موظفي البنوك السعودية ذات أهمية كبيرة في العلاقة الطويلة الأجل لأنها مباشرة بين الزبون والموظف ما يجعلها تترك انطباعات إيجابية إن كانت متميزة أو سلبية إن كانت غير متميزة، وذلك حسب تعامل الموظف مع الزبون (عميل البنك).

ومن باب المسئولية الاجتماعية ضرورة دعم البنوك السعودية للباحثين في الجامعات السعودية، وذلك للقيام بدراسات في سلوك المستهلك والتسويق والسلوك التنظيمي لدعم سياساتها وتحسين جودة صنع القرار فيها انطلاقاً من رغبة وحاجة الزبون.

ويجب على البنوك السعودية بذل الكثير من العمل في ما يخص المسئولية الاجتماعية، خاصة وأن البنوك السعودية تحقق أرباحاً عالية تمكنها من المشاركة في رفاهية المجتمع السعودي سواء عن طريق التبرع للجمعيات الخيرية والجامعات لدعم مراكز البحوث فيها أو التبرع لغيرها من الجهات المحتاجة للدعم المالي في المملكة.

وهناك فجوة كبيرة بين ما يتوقعه المجتمع من البنوك السعودية وما تقدمه، لذا تحتاج للمزيد من الدعم لبناء ولاء يخدمها لرفع مستوى ولاء الزبون، خاصة بعد دخول البنوك الإقليمية والعالمية إلى قطاع البنوك في المملكة.

نقلا عن اليوم