مما لا شك فيه أن الخطوط الحديدية لعبت دوراً كبيراً فى تنمية أقتصاديات بعض البلدان التى كان لها السبق فى إستخدامات النقل بواسطة السكك الحديدية، حيث أنها تمثل عنصراً هاماً من عناصر التنمية الاقتصادية، الاستثمار، التنمية العمرانية وبرامج تنمية الصادرات بالإضافة الى البرامج السياحية والترفيهية وربط المناطق ببعضها البعض.
عقب إنطلاق الثورة الصناعية فى أوربا والاستغلال التام للموارد الطبيعية بأنواعها وبرزت الصناعات المختلفة وكانت مصدر الطاقة والقوى المحركة وقتها هو إستخدام الفحم الحجري، وبعد إكتشاف النفط تلاه أستخدام الآلات والمحركات ذات الإحتراق الداخلي، وتعزز إتباع الأساليب الحديثة فى الإدارة والصناعة مما أستوجب تقليل الجهد فى المجالات المختلفة وكثرت حجم الإنتاج الصناعي والزراعي والحيواني، مما تتطلب وسائل نقل لتلك المنتجات وكانت وسائل النقل بالخطوط الحديدية هى الأنسب على الاطلاق.
ومن خصائص مشروعات الخطوط الحديدية وآثارها فى البلدان النامية إستغلال حجم الإستثمارات فى المشروعات الاقتصادية والصناعية، ومن مميزاتها أيضاً تقليل تكلفة الطرق البرية وتقليل صيانتها، وتوفر فرص العمل للتخصصات المهنية المختلفة من خلال إتاحة وإنشاء الوحدات التشغيلية لخدمات السكك الحديدية، فى بعض البلدان يكون أكبر قطاعات البلاد من حيث استغلال الموارد البشرية والتوظيف هو قطاع السكك الحديدية، وكذلك تساهم السكك الحديدية فى السلامة على الطرق وتخفيف حدة الاختناقات المرورية، كما تحقيق النمو فى الصناعة وخلق حركة النقل بصورة مستمرة، وإستخدام وسائل السكك الحديدية لنقل كميات كثيرة وأحجام كبيرة من البضائع لمسافات أطول وكلما طالت وبعدت المسافات، كلما إرتفعت مزايا النقل بواسطة السكك الحديدية مقارنة بالوسائل الأخرى، ومن الخصائص التى تعتمد عليها المشاريع الكبري بصورة أساسية فى مناطق الإنتاج غير الساحلية وشبه الصحراوية يكون الاعتماد على وجود وسائل النقل بالسكك الحديدية هو الأفضل والأقل تكلفة.
وقد واجهت مشروعات الخطوط الحديدية فى كثيرمن البلدان التى كان لها السبق فى إنشاء السكك الحديدية مشاكل هائلة فى بدايات الأمر، منها على سبيل المثال الحفريات في الأراضي الحجرية الصلبة، والحفريات في التربة الطينية الرخوة، الإنزلاقات الأرضية، الإنزلاقات الطينية والمناطق التى تكثر فيها هطول الأمطار بصورة غزيرة، وبفضل التقدم التكنولوجي وأستخدام الأساليب الهندسية المتعددة والمهارات العالية فى التقنية الحديثة صار التغلب على العوامل الطبيعية القاسية بصورة سهلة، ومن المعوقات أيضاً أن بعض حكومات الدول لا تدعم مشروعات السكك الحديدية أو أن يكون دعمها بصورة محدودة وضعيفة وبالتالي لم يكن هنالك توسعة وتحديث فى مجال السكك الحديدية مما يترتب عليه إيقاف بعض رؤوس القاطرات لعدم القدرة الكافية لصيانتها.
وتظل اليابان محتفظة بمكانتها المرموقة بالنسبة للقطارات فائقة السرعة، فقد سجل قطار"ماغليف" الذي يسير بطريقة "الحمل المغناطيسى" رقما قياسياً جديداً خلال رحلة تجريبية بالقرب من ”جبل فوجي"، وقطع القطار المسافة خلال الرحلة التجريبية بسرعة بلغت 603 كيلومتر/ساعة المصدر .RT
وبشكل عام فإن التطور بشبكة الخطوط الحديدية تدعم الهيكل الاقتصادي للدولة ، كما ترتبط بشكل مباشرة بالعلاقات التجارية المرتبطة بمناطق الانتاج والمراكز الصناعية والبرية والموانئ بطريقة أكثر كفاءة، لتشكل جزءاً من سلسلة التوريد لنقل البضائع، وكذلك يحقق النقل بأمان سواء كانت بالنسبة لنقل الركاب أو بالنسبة لشحن البضائع، بالإضافة الى ربط المناطق والنطاقات الأكثر إتساعاً مع بعضها.