الاقتراض من أجل الرفاهية

19/10/2015 0
د. إبراهيم محمد باداود

من أهم المشاكل الإقتصادية التي تعاني منها الأسر السعودية هي غياب ثقافة الادخار من حياتهم وقد أكدت العديد من الدراسات والأبحاث أن هذه المشاكل لاتنحصر فقط في عدم الادخار بل وأيضا الاعتماد على الاقتراض فهناك حوالي 10% فقط من الشباب يملك ثقافة الادخار وأكثر من 30% لايملكون الحس الخاص بالسيطرة على المصروفات .

عدم الوعي بثقافة الادخار والإفراط في الاستهلاك هي أحد أهم القضايا التي يجب أن تلتفت اليها كل أسرة ، فهناك العديد من الأشخاص الذين يلجأون للاقتراض سواء من خلال القروض البنكية أو الاستدانة أو رهن الشيكات وتجد بأن كثيراً من هذه القروض تجده مقابل أمور غير أساسية أو ضرورية أو عاجلة بل هي في كثير من الأحيان تأتي من أجل أمور كمالية أو حتى في بعض الأحيان من أجل رفاهية أو الاستمتاع ببعض الترفيه أو السياحة والسفر .

للأسرة دور هام في هذه القضية فالزوجة تعد أحد العناصر الأساسية التي بمقدورها أن تساهم في تنمية ثقافة الادخار وترشيد الاستهلاك والبعد عن حلول الإقراض وذلك من خلال مشاركتها الزوج في التعامل مع المتطلبات بواقعية والبعد عن المظاهر والاستسلام للثقافات الدخيلة والسعي للمشاركة في تخطيط ميزانية المنزل وعدم التركيز على المظاهر والكماليات والتخلي عن العادات الخاطئة في الاستهلاك.

البعض قد تعترض طريقه ظروف قاهرة وقد يمر بظروف صعبة للغاية فلايجد أمامه حلاً إلا الاقتراض وقد يكون لأمثال هؤلاء ظروفهم الطارئة التي يمرون بها وتضطرهم إلى هذا الحل إضطراراً ، ولكن الكثير أصبح اليوم يلجأ إلى الاقتراض ويتجاهل الادخار من أجل المظاهر والعادات والكماليات والترفيه وهذا مايجب أن يتم إعادة النظر فيه .

البعض يشتكي من ضعف الدخل مقابل الاحتياجات الأسرية مما يؤدي إلى استحالة الإدخار، ومعالجة ضعف الدخل تأتي في الأساس من خلال مراجعة المصروفات وترشيد الاستهلاك والبحث عن مصادر دخل إضافية وعدم اللجوء إلى الاقتراض والمراجعة الدائمة والتوازن بين مصروفات ودخل الأسرة بشكل عام .

لن يتمكن الإنسان من الادخار بين يوم وليلة بل لابد من وضع خطة واضحة ودقيقة بشرط أن يتم الالتزام بها ومتابعتها يوما بعد يوم على أن تتضمن هذه الخطة البعد عن المظاهر والكماليات والعادات والتركيز على الأساسيات .

نقلا عن المدينة