كانت تقلبات أسواق الأسهم الأمريكية يوم الأربعاء - حيث ارتفع مبدئيا مؤشر داو جونز الصناعي بما يقرب من 200 نقطة، ثم أصبح سلبيا، ومن ثم أنهى يومه بأن سجل مكاسب مقدارها 122.10 نقطة - دليلا آخر على التقلبات المتزايدة المنتشرة في عدة مناطق والتي تستمر لفترات لا بأس بها.
هذه الأيام، تبدو التقلبات في مؤشر داو لعدة مئات من النقاط صعودا أو هبوطا بأنها هي القاعدة وليست الاستثناء، وتحدث سواء كانت الأخبار في ذلك اليوم كبيرة أو صغيرة أو غير موجودة. وتلك التقلبات الأمريكية الواسعة تؤثر وتتأثر بالأسواق العالمية التي تكون على الأقل مؤقتة ومتقطعة مثلها.
كما قلت من قبل، هذه النوبة من تقلبات السوق ستستمر معنا لفترة من الوقت، خاصة وأنها جزء من مجموعة أكبر من التحولات الاقتصادية والمالية والفنية والسياسية. بالإضافة إلى تحركات صاعدة وهابطة أكبر في كل من الأوراق المالية الفردية ومؤشرات الأسواق، سوف تؤدي إلى إفراط في تقلبات الأسعار، وعدوى داخل وعبر قطاعات الأسواق، وارتباطات غير عادية لفئات الأصول وبعض حالات الانتعاش الحاد للأسعار.
فيما يلي ستة من المضامين الرئيسية بالنسبة للمستثمرين:
يجب أن تكون على اطلاع على أسماء جيدة تجري تداولات على مستويات رخيصة حقا: المطبات السوقية المفاجئة، مثل ذلك المطب الذي حصل قبل عدة أسابيع (وسيكون هنالك الكثير منها)، يمكنها حتى سحب أفضل الأوراق المالية، ما يمنح المستثمرين فرصا مثيرة.
هذه هي الحال بصفة خاصة للأسهم الموجودة على طرفي طيف السيولة السوقية: أوراق مالية ذات سيولة محدودة، والتي تتعرض لتحركات غير متناسبة لأن عددا قليلا من المعاملات الصغيرة يمكنه بسهولة أن يعيد تسعير المجمع بأكمله، وأوراق مالية مملوكة على نطاق واسع جدا بحيث ينتهي بها الأمر وكأنها أجهزة صراف آلي للمستثمرين الذين يفتقرون للسيولة من الأصول الأخرى.
استخدم النوبات الدورية لحالات انتعاش السوق الحادة من أجل التداول في النوعية: إن حركات الأسهم المعاكسة للاتجاه السابق المفاجئة في السوق، مثل التي تحدث الآن، تتيح فرصة للمستثمرين لرفع مستوى حافظاتهم.
عند التداول في مثل تلك الأوراق المالية، ينبغي أن يضع المستثمرون في اعتبارهم بشكل خاص السمات التي تمكِن الشركات والجهات السيادية من التنقل بنجاح عبر نموذج التقلب الجديد (الأعلى). وتشمل تلك السمات: الميزانيات العمومية القوية، والديون المنخفضة، والإدارة الجيدة، وميزة تشغيلية يصعب على المنافسين تقليدها.
استخدم تقنيات استثمارية مدروسة (مثل توسيط التكلفة بالدولار) عند الدخول في تعاملات إضافية لقطاعات السوق المتعطلة أساسا والتي تخضع لمخاطر التسعير في ضوء أحوال السوق: التغيير في نموذج التقلبات يضيف متاعب فئات الأصول التي تزعزعت فعليا بسبب صدمات العرض والطلب الأساسية - مثل أسواق النفط والأسواق الناشئة.
الكارثة الناتجة عن ذلك تقدم فرصا انتقائية من المحتمل أن يثبت بأنها مجزية جدا على المدى الطويل. لكن إعطاء أوامر بشراء وبيع مثل هذه الاستثمارات يجب أن يتم بطريقة تمكِن من الحفاظ على المقتنيات من خلال تحركات سريعة من التسعير في ضوء أحوال السوق.
بالنسبة للوقت الحاضر، فكر في النقدية كجزء من التخصيص الاستراتيجي (وليس فقط التكتيكي) في حافظة استثمارية متنوعة: عندما تصبح ارتباطات فئات الأصول أقل قابلية للتنبؤ وأقل موثوقية، فإن التنويع التقليدي للحافظات (السندات - الأسهم - السلع الأساسية) لن يعود قادرا على أن يقدم للمستثمرين نفس المقدار من التخفيف من حدة المخاطر.
وهذا يتعمق بفعل التقييمات المبدئية العالية لكل من السندات والأسهم. نتيجة لذلك، قد يحسن المستثمرون صنعا إذا قاموا باقتناء رصيد نقدي أعلى من الحد الطبيعي - ليس فقط لمنحهم الفرصة التكتيكية لاختيار الصفقات الرخيصة، بل أيضا من أجل إدارة المخاطر الاستراتيجية.
واصل البحث عن فرص لم تتأثر مباشرة بحقنات السيولة القادمة من البنوك المركزية: وهي فرص من الصعب العثور عليها، لكن يمكن أن تكون مجزية بشكل خاص.
الشركات الناشئة وبعض القطاعات الناضجة في مجال التكنولوجيا الجديدة تبدو جذابة بصفة خاصة، وكذلك القطاعات التحويلية التي تحركها التكنولوجيا في الاقتصادات الناشئة الاكثر قوة.
تذكر أن التباين الواضح في الأساسيات في بلد معين لا تترجَم دائما لتعادل الأداء الخارجي للأسواق المالية: على الرغم من أن التوقعات الاقتصادية للولايات المتحدة تبقى أكثر إشراقا من توقعات معظم البلدان الأخرى، قد لا يكون الأداء الخارجي للأسواق المالية قويا بالقدر نفسه بشكل عام. تحركت التقييمات بشكل لا بأس به.
والمؤشرات التقليدية لكل من مخاطر سندات الشركات والأسهم بعيدة كل البعد من أن تكون منعزلة تماما عن التطورات التي تحدث في بقية أنحاء العالم.
لكن هناك نقطة هامة يجب الانتباه إليها: لا تزال الشركات الأمريكية تميل لأن يكون لديها قدر كبير من النقدية في ميزانياتها العمومية.
وهذا ينبغي أن يكون عامل تمييز هام لأولئك الذين يرغبون في شراء أو بيع مخاطر الشركات الأمريكية (السندات والأسهم) بالمقارنة مع الأصول المماثلة في بقية أنحاء العالم.
نقلا عن اليوم