لا أعتقد أن شركة عالمية ضخمة بحجم «بلاك روك» وقبلها مجموعتا «اشمور» و»إتش بي سي» تقدم على الاستثمار المباشر في المملكة لولا ثقتها بأن مستقبل هذه البلاد الاقتصادي والسياسي والأمني واعد.. ومطمئن.. بل ومثمر للغاية..
فبعد أقل من شهر واحد على فتح المملكة مجال الاستثمار المباشر في سوق الأسهم السعودي بادرت هذه الشركات وعشرات غيرها إلى طلب الحصول على ترخيص من هيئة سوق المال وسرعان ما وجدت التجاوب منها وباشرت العمل بسرعة فائقة على استكمال خطوات التأسيس ودخول السوق بقوة..
وشركات بهذا الحجم فإنها بدخولها سوق الأسهم السعودي تشكل إضافة قوية لتعزيز مكانتنا في أسواق الأسهم العالمية..
لأن شركة «بلاك روك» تعتبر أكبر مالك للأصول حول العالم تبلغ قيمتها (3,9) تريليونات دولار أميركي وتوفر تغطية واسعة لمختلف الأسواق والفرص الاستثمارية في أكثر من ثلاثين دولة في هذا العالم..
ولا يمكن أن تأتي إليك إذا هي لم تكن واثقة منك.
يحدث هذا في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة حالة عدم استقرار.. ويحدث أيضاً في الوقت الذي تطبق فيه المملكة سياسات طموحة..
وفعالة.. ومبادرة على كل المستويات وفي سائر المجالات.. ويحدث كذلك في ظل التوجه نحو المزيد من الانفتاح.. وتزايد فرص الاستثمار الواسع في المملكة..
لكن السؤال الآن هو :
هل نحن جاهزون بالفعل لاستيعاب هذا الإقبال الشديد من قبل الشركات العالمية للعمل معنا وفي بلادنا.. وهل يتحرك رأس المال الوطني بالسرعة وبالكفاءة المطلوبتين لمواكبة هذا الواقع الجديد..
ويضخ المزيد من أمواله في هذا الاتجاه بالداخل؟
وهل أعددنا من الخطط والبرامج ما يكفي للاستفادة من كل ذلك بدل تحويله إلى أعباء تضخمية واختناقات مفاجئة؟
أطرح السؤال وأنا متأكد بأن كل ذلك معمول حسابه وبعناية فائقة.. وأنه لولا وجود رؤية بعيدة المدى لما تصرفنا على هذا النحو..
وأن هذه الشركات الكبرى نفسها ما كانت لتسارع إلى المجيء إلينا لولا أنها متأكدة بأن البلاد مقبلة على نهضة كبيرة أساسها الاستقرار..
ومبتغاها استمرار معدلات التنمية الشاملة والمستدامة في معدلاتها المشجعة رغم كل الظروف المحيطة بنا.. وهي ظروف شديدة التعقيد والغموض ولا تحتمل المخاطرة من أي نوع كان.
ضمير مستتر:
قمة الثقة.. أن تستجيب لدواعي التغيير وتتحرك بسرعة لاستثمار نتائجها..
نقلا عن الرياض