خلال الأسابيع الماضية شهدت صناعة الأسمدة العالمية تطورات هامة عبر عمليات الاستحواذ الكبيرة التي تمت بين عدد من كبرى الشركات العالمية التي تعمل في هذا المجال..
فبعد أن استحوذت شركة التعدين البرازيلية العملاقة "فالي" على أنشطة الأسمدة في البرازيل التابعة لشركة بونجي الامريكية بقيمة 3 مليار دولار، أعلنت شركة يارا النرويجية الاسبوع الماضي عن نيتها الاستحواذ على شركة تيرا الامريكية مقابل أكثر قليلا من 4 مليار دولار..
تتركز الأنشطة التي اشترتها "فالي" في مجال أسمدة البوتاش والفوسفات، فيما تتركز أنشطة تيرا المشتراة من قبل "يارا" في الأسمدة النتروجينية (الأمونيا واليوريا).. والمعروف أن هذه هي الاصناف الرئيسية للأسمدة (البوتاش والفوسفات والنتروجينية)..
ليس هذا فقط فبالاضافة إلى ذلك تقدمت شركة "اجريوم" الكندية بعرض لشراء شركة "سي إف اندستريز" الامريكية..
فالي قالت في تعليلها للصفقة أنها تخطط لتصبح أكبر شركة اسمدة في العالم بحلول عام 2017، أما "يارا" فقالت أنها تتوقع أن يبقى سعر الغاز الطبيعي (اللقيم للاسمدة النتروجينية) مستقرا في الولايات المتحدة الامريكية مما يجعل التكلفة منخفضة نسبيا وكذلك فإن هذه الصفقة ستعزز مكانة الشركة كأكبر منتج للأسمدة النتروجينية في العالم..
المثير للإهتمام أن هذه الصفقات تأتي قبل أسابيع من موسم الزراعة الربيعي الذي ينتظره الكثير من المهتمين بصناعة الاسمدة لتحديد اتجاهات اسعار الاسمدة المستقبلية أو على الأقل حتى نهاية العام..
خلال عام 2009 انخفض الطلب على الأسمدة بسبب الإزمة العالمية ولجوء المزارعين لتقليل الكميات المستعملة واستعمال مخزوناتهم السابقة، ويقول المحللون بأن ذلك (اي تقليل الكميات المستعملة) لا يمكن أن يستمر لأكثر من سنة واحدة خصوصا لمحصول الذرة التي تحتاج إلى استعمال الأسمدة بشكل مستمر...
وسيتم اختبار الطلب على الأسمدة خلال الموسم الزراعي الربيعي لأنه يعد أول موسم زراعي رئيسي بعد مرور سنة على الأزمة..
ويبقى السؤال لماذا عملية الاستحواذات خلال هذه الفترة بالذات وما مدى انعكاس ذلك على شركات الأسمدة العاملة في المنطقة؟؟ وهل ينبئ ذلك بمستقبل زاهر للعاملين في هذا المجال؟؟ أم أنها مجرد إعادة ترتيب لأوضاع شركات الأسمدة الكبرى في العالم الغربي؟؟..
للتذكير فإن العالم العربي يعد من كبار منتجي الأسمدة في العالم بجميع انواعها حيث تنشط شركات مثل سافكو السعودية و قافكو القطرية وشركات أخرى اصغر حجما في البحرين وأبو ظبي وعمان والكويت ومصر وليبيا والجزائر في صناعة الاسمدة النتروجينية، بينما تتركز صناعة الأسمدة الفوسفاتية في المغرب والاردن وقريبا في السعودية عبر شراكة بين "معادن" و"سابك"، أما البوتاش فيقتصر انتاجه التجاري على الأردن.
شكرا لك يا ناصر على مقالك وسؤالي ماهو تأثير الاستحواذات اعلاه على خطط معادن لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية
ممكن ان تكون احدى استراتيجيات الاستحواذات, هو ان يكونوا صانعي سوق للاسمده, بمعنى ان يحددوا سعر البيع لمنتجاتهم, وعلى المشترين القبول بذلك, مثلما تفعل الان داو وشل وسابك بتسعير منتج (( المونواثيليين جلايكول)). وشكرا على هذا المقال.
اعتقد ان اسعار الاسمدة ستشهد موجة صعود قادمة
المعروف ان العالم فيه ازمة سيوله ومع كذا نشوف استحواذات بمبالغ خيالية