الإعلان له بُعدين مهمين استراتيجيين ،، بُعد تجاري والآخر سياسي وأمني ع حدٍ سواء..
- البعد التجاري هو الأقل أهمية في ذلك الإعلان والمستفيد منه بشكل عام سيكون المستهلك والاقتصاد السعودي ، حيث ستزيد المنافسة وتنخفض الأسعار في بعض السلع ، ولن يخدم ذلك القرار الوكلاء التجاريين واصحاب الامتيازات التجارية ، فقد تسحب منهم وكالاتهم وامتيازاتهم جراء الإعلان ، فالملكية للشركات والإدارة أصبحت مطلقة ولن تحتاج إليهم بعد اليوم ، أيضاً المنافسين من التجار المواطنين إن لم يستعدوا لخوض معركة التنافس باحتراف فسيخسرون الكثير من الموارد ( أموال ، طاقة بشرية ، طاقة تشغيلية) لان الخصم الاجنبي تعود على الإحترافية في أداء العمل وتميز بإرضاء العميل ويجيد ذلك تماماً ،،
هناك قيمة مضافة أيضاً الا وهي المورد البشري السعودي أي الكوادر التي ستعمل في تلك الشركات والتي لابد أن تلتزم بنسب السعودة ، فسيستفيد ذلك الموظف الكثير من المهارات وستزداد مهنيته وتنضج ثقافته في أداء العمل باحترافية من خلال التزامه وعمله بتلك المنظمات المحترفة ،، أما الاقتصاد السعودي فسيصبح أكثر نضجاً ، ودخول تلك الشركات سيخلق الكثير من التوازن والعدل في أسعار الكثير من السلع...
- البُعد السياسي والأمني وهو الأهم في وجهة نظري من ذلك الإعلان في ذلك الوقت ، فمكان الإعلان وزمانه يدلان على وجود بُعد استراتيجي سياسي وأمني للمنطقة بشكل عام وللملكة العربية السعودية وجيرانها بشكل خاص ،، فوجود شركات أمريكية لها ثقلها الاقتصادي وملاكها من مجلس الشيوخ الأمريكي أي صانعوا القرار السياسي على مستوى العالم يضيف الكثير من الاهتمام الأمريكي بأمن المملكة والكثير من الاهتمام للحفاظ على اجواء سياسية هادئة ، كل ذلك من شأنه المحافظة على الأموال الأمريكية بالمنطقة ،، واعتقد سياسياً أن ذلك نجاح سياسي للخارجية السعودية بإستخدام هذا الكرت في هذا الوقت، ولو قرنا كل ذلك بتصريحات وزير الخارجية السعودي بالأمس من المنبر الأمريكي ومن الأراضي الأمريكية وهو يوجه كلمات صريحة ضد الأنظمة السياسية الإيرانية ويوازيها تأييد أمريكي وإعلان الملك سلمان لأدركنا ذلك البُعد السياسي تماماً من ذلك الإعلان .
حفظ الله البلاد والعباد وزادنا امناً واستقراراً ورغداً في العيش ،، وحمى جنودنا البواسل وايدهم بنصرٍ من عنده .
لكم التحية