للأسف إلى الآن أغلب المتابعين العرب يَرَوْن عودة إيران بأنها (مؤامرة غربية صهيونية على العرب) وتتجاهل كبرى الشركات الغربية مثل BP ,FIAT ,Ge التي دفعت عبر (لوبياتها) في كواليس السياسة لإعادة النظر نحو إيران، سواء إيران السوق الإنتاجي للمواد الخام كرابع أكبر مخزون عالمي للنفط وثاني مخزون عالمي للغاز، أو كسوق استهلاكي لإعادة البنية التحتية التي أهملها الرئيس السابق نجاد، ومن ينظر لمسيرة التنمية الإيرانية عليه ألا تخدعه سنوات نجاد.
شهد الاقتصاد الإيراني في عهد رفسنجاني نمواً متواصلاً يعود أغلبه لتغير الأنظمة الداخلية بما يخص الأمن والإنفاق العام خصوصاً بعد وفاة الخميني ونهاية الحرب الإيرانية العراقية، ولكن برغم أسعار النفط المنخفضة خلال عهد رفسنجاني إلا أن الاقتصاد الإيراني نما بنسبة 22% (الاقتصاد الحقيقي)، وفي الفترة التي جاءت في عهد خلفه خاتمي نما الاقتصاد الإيراني بنسبة 50%.. وللمعلومية بدأ توطين التقنية النووية في عهده وليس في زمن المحافظين، لكن الاقتصاد والتنمية أجبرتا النظام على سياسة انفتاح أخافت المرشد وملالي النظام وجعلت كفة المحافظين ترجح في دولة انتخاباتها لا تعتبر حسب المقايسس الدولية عادلة، ومع حضور المحافظين بدأت مرحلة مزعجة للمواطن الإيراني والمنطقة بأسرها.
وبرغم تحسن أسعار البترول إلا أن سياسة المحافظين شوّهت تلك الفترة، انفجار السلم الاجتماعي في لبنان واغتيال الحريري والتوغل في العراق مع تواطؤ النظام السوري في لبنان وكذلك اليمن والأسوأ هو الإهمال الداخلي الذي انعكس استياءً وانتفاضة شعبية عام 2009، وارتفاع الإعدامات الداخلية بما يعادل شخصين يومياً، وتباطؤ النمو؛ حتى جاء الحصار ليبدأ التآكل الاقتصادي الذي بلغ 6.6% عام 2012.
اليوم إيران تفتح صفحة جديدة مع الغرب نحو الانفتاح؛ فهل تربطها بالتنمية، وقد أثبتت في فترة الحصار عن رأسمال بشري عوّض البلاد عن الخبراء الأجانب في قطاع السيارات والبتروكيماويات، وكذلك الطلبة والباحثين الإيرانين الذين أخذوا يطوفون بين الشركات الكبرى لإقناعهم بما في إيران من فرص وثروات لتبادر تلك الشركات في دعم عودة إيران.
الاقتصاد هو الذي أعاد إيران مع تقاطع السياسة الغربية، فهل سوف يستوعب العرب مفهوم التنمية والنمو الاقتصادي؟ وهل توظف إيران هذه الفرصة لآفاق أرحب وبيئة مسالمة؟.. لا أعلم وأشك.
نقلا عن الرياض
صدقت فيما قلت وأزيدك من الشعر بيتا كما يقال، عقيدة إيران هي لب المشكلة فهي تستعبد شعبها و تخلق مناخا إقليميا غير مستقر لأن عقلية من يحكمها فعليا عقلية ثورية إستعمارية حالمة بعودة نارهم المقدسة. المحافظون والإصلاحيون يتبادلون الأدوار لإمتصاص الضغوط داخليا وخارجيا مع استمرار تحقيق أهدافهم الثورية الكسروية بعيدة المدى من موريتانيا ونيجيريا الى الفلبين ودول القوقاز.