هاتفني صديق قديم وأخذنا الحديث إلى مسار الفصل الصيفي وحرارة الجو، وكيف يتعامل مع هذا الجو الحار، قال لي إنه وأبناءه يتركون تكييف المنزل يعمل حال خروجهم من المنزل حتى يجدوا المنزل والغرف باردة عند العودة!!
صدمني الأمر كون اهدار الطاقة بهذا الشكل يعطل جهود شركة الكهرباء السعودية التي استخدمت أخيراً تقنيات جديدة مكنتها بحسب المنشور وخلال ثمانية عشر شهراً فقط من توفير 15.2 مليون برميل وقود، وهذه ضمن جهود حثيثة تعمل عليها الشركة وجهات حكومية واجتماعية اخرى، تهدف للحفاظ على مستويات استهلاك منطقية من أجل ابقاء الاستدامة للثروات الطبيعية المحلية من أجل الأجيال المقبلة.
تبقى قضية الطاقة المهدرة في بلادنا محورية في ظل الزيادة المطردة في معدلات الاستهلاك العالية من قبل الأفراد من جهة، والمباني الحكومية من مستشفيات ومنشآت تعليمية وخدمية من جهة أخرى، إذ تتنافس بلديات المناطق مثلا في إنارة الطرق بما يتجاوز حاجات المواطنين وغيرها من القطاعات الأخرى كذلك، وهو ما يستوجب ايجاد حلول من النوع العاجل والطويل المدى.
ومن وجهة نظري اقترح هنا أن يتم رفع رسوم الطاقة الكهربائية كحل عاجل وتحويل فرق الايرادات إلى بطاقات استهلاكية توزع على ذوي الدخل المحدود، وقد يكون ذلك سبباً للمحافظة على تلك الطاقة بدلا من الهدر الحاصل، وذلك لصالح حفظ الموارد البترولية للأجيال القادمة، إلى جانب خلق حملات توعوية مستديمة تضمن رفع مستويات الوعي لدى المواطن والمقيم بخصوص السلبيات المتوقعة جراء اهدار الطاقة الكهربائية.
والحل الطويل المدى يتمثل في التحول نحو الاعتماد على توليد الطاقة من المصادر النووية وهو ما يتم العمل على انجازه فعليا، إلى جانب دعم الدراسات والأبحاث المرتبطة بتوفير مصادر طاقة بديلة محلياً وأهمها في مجال الطاقة الشمسية.
• ومضة الأسبوع:
وزير التعليم أوقف التعليم الموازي نظراً لضعف الجودة، رغم تطابق الخطط الاكاديمية للبرامج الأساسية والموازية، ورغم قبول الطلاب في البرامج إلا انها ألغيت، وتظل مسألة البدائل المتاحة ضيقة جداً وتتمحور في الجامعات الأهلية، إلا أن هذا البديل لا يزال مكلفا جداً مع اقتراب سعر بعض برامجه في العاصمة من 200 ألف ريال وتجاوز هذا الرقم في جامعات أخرى، ومن هنا يجب أن تعقب ذلك قرارات أو ايضاحات لحلول بديلة وذلك من مبدأ الشفافية الذي كانت الوزارة معتادة عليه.
والله من وراء القصد
نقلا عن اليوم