السوق يتصف بالمرونة دائما تجاه الاحداث التي تقع بدون مقدمات من وقت لآخر، وهنا نقصد الأحداث التي لا علاقة لها بلإقتصاد عموما أو اسواق البورصة بشكل خاص، ولكنها - الاحداث – تكون لها تأثير مباشر على حركة الاقتصاد من بيع وشراء وإرتفاع وإنخفاض في الأسعار وندرة في السلع وكساد وإنتعاش .. الخ من الحالات الايجابية والسلبية على السواء، وهذه الأحداث قد تكون حروبا أو عمليات إرهابية أو إشاعات سالبة أو قرارات متوقعة.
وهناك احداث لها علاقة مباشرة بحركة الإقتصاد والعملية الإنتاجية وقد تكون كمثال توقعات مستقبلية بدخول منافس أو اعلانات لمنتج بديل .. الخ وهذه الأحداث تؤثر تأثيرا مباشرا على سلوك المستهلك، وتولد لديه دافع الشراء بسبب الخوف من الندرة، أو الإنتظار بسبب التوقعات المستقبلية للأسعار والعكس صحيح، وقد تستمر هذه الحالة لوقت قصير وتتلاشي او قد تطول على حسب درجة تأثير الحدث على سلوك المستهلك وتوقعاته المستقبلية، وهنا تتفاوت درجة المرونة بين السلع الضرورية والكمالية على حسب أهميتها بالنسبة للمستهلك، في العادة السلع الضرورية لا يتسم سلوك المستهلك تجاهها بالمرونة فهو سيسعى لشرائها حتى لو غلا ثمنها ولكن قد يقلل من الكمية او قد يبحث على سلعة بديلة ولكن عملية الشراء تكون مستمرة.
وهذا الأمر ينطبق تماما على سوق الاسهم بشكل مباشر وأكثر تأثيرا، فالأخبار السالبة قد تهبط بالسوق لمستويات عميقة، أو قد تنعش السوق، وهنا سلوك المشتري والبائع هو الذي يؤثر في السوق صعودا اوهبوطا، بسبب الخوف من الخسارة وهذا السلوك يتمثل في ثلاث حالات: البيع والتخلص من اسهم معينة بكميات كبيرة وبأدنى سعر أو شراء اسهم بكميات كبيرة أو الإنتظار.
ولكن في النهاية الوضع الطبيعي لأي سوق هو استمرارية عمليات البيع والشراء، واستمرارية جني الأرباح، اما الوضع الإستثنائي هو ذلك الوضع المؤقت الذي يؤثر فيه سلبا او إيجابا، بدرجات متفاوتة ومختلفتة عن الوضع الطبيعي، واي خسارة في اي سوق هو وضع إستثنائي والطبيعي كما ذكرنا سابقا هو جني الأرباح.
تحليل سلوك المستهلك بجانب التحليل المالي من الأشياء المهمة جدا حتى يتمكن المستثمر من إتخاذ القرار الصائب عندما يمر السوق بوضع استثنائي، وعلى سبيل المثال قد تشهد أسعار بعض اسهم الشركات هبوطا حادا بسبب خبر ما في الوقت الذي تجني فيه هذه الشركات ارباحا جيدة من خلال العمليات الإستثمارية وفي هذه الحالة القرار الصائب هو الإحتفاظ بالسهم لحين انتهاء هذا الوضع وعودة السوق لحالته الطبيعية، فاتخاذ القرارات اثناء الظروف الإستثنائية يحتاج لتحليل عميق ودراسة متأنية لأن الأرباح والخسائر تكون عادة في هذا الوضع كبيرة ومؤثرة.