الاستثمار طويل الأجل وقصير الأجل

11/05/2015 2
الحسن علي بكر

يبحث الكثير من المستثمرين عن تعريف لطريقتهم الاستثمارية، فتجد منهم من يعتبر نفسه مستثمرا ومنهم من يعتبر نفسه مضاربا ولكن المشكلة الحقيقية في المستثمر الذي يدخل الأسواق المالية دون تحديد نمطه الاستثماري.

فالنمط الاستثماري يحمل الكثير من المؤشرات الهامة للمستثمر حول الاستراتيجية وخطة التداول التي يجب عليه اتباعها، حيث تختلف هذه الاستراتيجية والخطة من مكان لآخر وهو الأمر الذي يستوجب فعليا على المستثمر اتخاذ قرار بشأنه قبل أن يبدأ بالتداول واستثمار المال.

الاستثمار يختلف عن المضاربة

ويخلط العديد بين الاستثمار والمضاربة، وهناك فرق كبير بينهما ومن الضروري توضيحه ضمن هذه المقال الصغيرة:

الاستثمار: ويسعى خلاله المستثمر إلى البحث عن الفرص الحقيقية والشراء عند أدنى سعر ممكن وتحديدا بأدوات استثمارية تحمل قيمة ونعني بذلك أن عملية اتخاذ القرار تحتاج إلى وقت طويل ودراسة معمقة قبل اتخاذ القرار في الوقت نفسه فإن نوعية الأداة الاستثمارية وجودتها تعتبر هامة للغاية أيضا ولتوضيح الأمر فإن أفضل مثال على ذلك هو شراء منزل كاستثمار مدى الحياة للسكن به وهنا سيبحث المستثمر عن المنزل وسيجري بحثا كاملا عن المنطقة التي يقع فيها المنزل واسلوب البناء وغيرها بما يناسب ظروف معيشته وسيكون عليه أن ينظر إلى الخيارات المختلفة المتوفرة أمامه.

المضاربة: ويسعى خلالها المستثمر إلى البحث عن الفرص من تغير السعر حتى وإن كانت الأداة الاستثمارية ليست ذات قيمة فعلية ولكن يتوقع أن تشهد تحركا قويا وهنا نعود إلى المثال السابق وسيكون في هذه الحالة شراء منزل للمضاربة بمعنى شراؤه بهدف البيع وبالتالي لن ينظر المستثمر إلى نوعية المنزل أو أسلوب البناء أو الجيران ولكن سيكون اهتمامه بامكانية ارتفاع السعر بعيدا عن تفاصيل نوعية الأداة الاستثمارية "المنزل في هذه الحالة".

أنواع المضاربين:

وهنا يختلف المضاربين في أنواعهم ويمكن تقسيمهم بعده طرق ومن الطرق التي أعجبتني ما تحدثت عنه شركة سيتي اندكس في مقالها عن "أي نوع من المتداولين أنت؟"

فقد قسمت الشركة المتداولين إلى أنواع بحسب فترة التداول وبحسب طريقة التحليل.

أنواع المستثمرين حسب فترة التداول:

حسب فترة التداول نرى أنواع المتداولين تنقسم إلى متداول المدى الطويل والمتداول اليومي والمتداول المتقلب

المتداول على المدى الطويل في هذه الحالة يكون قريبا جدا من المستثمر بفارق أنه يقوم بالشراء بهدف البيع بعد فترة طويلة وهنا سيقوم المتداول بالتوجه نحو استراتيجيات المدى الطويل ومنها البقاء والاحتفاظ أو الانتظار ويكون ميله للمخاطرة منخفضا.

المتداول اليومي وهنا يسعى المتداول عادة الى الصفقات التي تجني أرباحا خلال فترة متوسطة وجني الأرباح خلال أيام وبالتالي دراسة السوق بشكل متوسط وقد يلجأ إلى استخدام أسلوب التحليل الفني أو التحليل الأساسي أو المزج بينهما في الوقت الذي يبتعد فيه عن التداول أثناء الأخبار.

المتداول المتقلب أو المتداول بوتيرة سريعة وهو المتداول الذي يسعى إلى اقتناص الفرص السريعة والتي يمكن أن تحقق له أرباحا بسيطة ولكن بسرعة كبيرة وعادة ما يلجأ إلى استخدام اسلوب التحليل الفني على المدى القصير لفترات لا تزيد عن ساعة أو التحليل الرقمي السريع وفي حالات خاصة يستخدم التحليل الأساسي للمضاربة عند الاعلان عن الأخبار وهذا النمط لا يتوفر في الأسواق الاقليمية في الشرق الأوسط ولكنه ينتشر في الأسواق العالمية وسوق الفوركس.

أنواع المتداولين حسب أسلوب التحليل:

حسب طريقة التحليل نرى أن هناك عدة وسائل للتحليل ولكن أكثرها شهرة هي التحليل الأساسي والتحليل الفني والتحليل الرقمي ولكن عند تقسيم المضاربين حسب أسلوب التحليل نجد أنه يمكن تقسيمهم إلى نوعين:

المضارب بأسلوب تحليل واحد:

وهنا يعتمد المضارب على أسلوب واحد من الأساليب التي تحدثنا عنها أعلاه ويعتمد عليه بشكل كامل ويبني استراتيجيته بناء على مؤشرات نمط التحليل المستخدم وقد تمكن هذا الأسلوب من تحقيق نتائج قوية نتيجة التركيز الذي يمنحه المتداول لعملية تحليل الصفقة بالاضافة إلى قدرته على الالتزام باستراتيجية تداول محددة وخطة تداول ثابتة.

المضارب بمزيج من أساليب التحليل:

ويعتم المتداول هنا على مزيج من أساليب التحليل الموضحة أعلاه وبالتالي يبني استراتيجيته على عدة معايير من أساليب التحليل أعلاه.

ورغم أن نتائج هذا الأسلوب أقوى إلا أن استخدامه من قبل غير المحترفين قد يؤدي إلى نتائج سيئة نتيجة تشتيت ذهنهم وقدرتهم على التركيز في التداول.

في جميع الأحوال أعلاه فإن المتداول الناجح هو من يستطيع تحديد أي نوع من المضاربين هو وأي أسلوب تحليل سيقوم باستخدامه وبالتالي بناء استراتيجيته بحسب هذا النوع والأسلوب والتقيد بتنفيذ خطة تداول واضحة.