السيولة هاليومين مرتفعة..!!

01/03/2015 13
صالح الروضان

السيولة هاليومين مرتفعة هذا مانسمعة من المتداول العادي الغير متخصص او محترف عندما يجدها تقفز من خانة الى خانة فيعتقد فورا وبناء على الارقام والمقارنة ان سيولة التداول مرتفعه بهذا اليوم او منخفضة عند مقارنتها باليوم السابق وبعض المحللين يركز فقط على زيادة حجم السيولة هذا اليوم او هذا الاسبوع دون مراعاة لطبيعة هذه السيولة وقد يستنتج منها خطأ على دلالة لجاذبية السوق ودخول مستثمرين جدد مع ان الوضع غالبا اشارة لارتفاع حجم التدويروالمضاربة وليس سيوله .

وصل الحال بالبعض انهم يقارن سيولة التداول بالسوق السعودي مع الاسواق الخليجية ويرى ان سيولة التاسي تتفوق على اجمالي اسواق الخليج , لاينكر احد حجم السوق السعودي من حيث عدد الشركات او المتداولين اليوميين لكن هناك امر مهم يجب ان يؤخد في الاعتبار عند تحليل السيولة ومعرفة الحجم الحقيقي المماثل لما يتم بالاسواق محل المقارنة .

اولا : طبيعة السيولة في السوق السعودي تختلف تماما عنها في بعض الاسواق الخليجية فمثلا في بورصة الامارات لايسمح بتحويل مبلغ البيع الى الحساب الجاري الا بعد يوم من عملية البيع وبالتالي المبلغ لن يعود للسوق بنفس اليوم والمضارب يضطر لضخ سيولة جديدة في كل عملية "تدوير" للسهم وهذا غير متوفر بالسوق السعودي فيستطيع المضارب المحترف اليومي ان يجري 100 عملية بيع وشراء بنفس المبلغ ولن ابالغ اذا قلت بنفس السهم وبكل يسر وسهولة في نهاية التداول سيكون مبلغ سيولته يساوي المبلغ نفسة مضروبا بعدد الصفقات "وبنفس السهم" غالبا وربما يصل المليون الواحد الى 200 مليون وقس على ذلك عدد المضاربين في العديد من الاسهم يوميا ليصبح جزء كبير من سيولة السوق التي تصل الى العشرة مليارات هي في الاساس لاتتجاوز ربما ربع هذا الحجم .

وفي نفس السوق صفقات البيع والشراء تتم فقط من خلال جهات مصرح لها بعد ان يتلقى طلب البيع او الشراء من المتداول بعكس مايتم بالسوق السعودي يقوم المتداول في كل الاوضاع وباريحية تامة بالبيع والشراء خلال دقيقة واحده قد ينفذ عدد من الصفقات ومرة اخرى " بنفس السهم " .

ثانيا عند تحليل احجام السيولة يجب ان نفرق بين التداول على الاسهم المضاربية وغيرها من الاسهم الاستثمارية فقد يرتفع حجم السيولة من 7 مليار الى 9 او 10 مليار ولكن تجد ان جزء كبير من هذه الزيادة نتج من تداول عدد محدود من شركات المضاربة بعمليات تدوير واضحة جدا من خلال تذبذب السعر وحجم التداول .

لذلك لايكتفي المراقب او المحلل الحذق بمقارنة الحجم بالحجم لابد من الغوص باعماق تلك السيولة وتصنيفها ومقارنة طبيعتها عند عملية المقارنة اليومية او الاسبوعية والشهرية .

افضل طريقة لمعرفة طبيعة سيولة السوق هي ان تضع قائمة بعدد من الشركات القيادية ومنها تقارن حجم وسيولة تداولها مقارنة باليوم السابق لكي تتعرف على حركة السيولة "الحقيقية" وهل بالفعل السيولة هاليومين مرتفعة او حجم التدوير هو المرتفع ..!

ماذا لو تم تأجيل سيولة الصفقة لليوم التالي ...

وماذا لوتم تحديد سقف لحجم التداول في الشركات الخاسرة .

هل نشهد فعلا سيولة تتزايد يوما بعد يوم ..!!