النفط وغياب الحقيقة

25/12/2014 0
عيسى الحليان

لم يتداخل السياسي مع الاقتصادي بهذه الصورة في تفسير ما يحدث في أسواق النفط مثلما يحدث الآن. ولم تبد الصورة غامضة وغير واضحة للعيان في تفسير ما يحدث مثلما هو حاصل الآن.

ولم يبدأ الركل من تحت الطاولة سياسيا واقتصاديا من قبل عتاولة هذه الصناعة مثلما يحصل في هذه الحقبة. ولعل ذلك ما يفسر هذا التباين الكبير في التحليلات السياسية والاقتصادية التي تناولت الموضوع من زوايا متعددة.. وبنوايا سياسية مسبقة أحيانا. لكن الحكومات تبدو هي العارف والمطلع الحقيقي على مجريات الأحداث غير المعلنة في أسواق النفط. إنما الشيء الأكيد أن هذا الفيروس يصيب الدورة النفطية من وقت لآخر ويحتاج إلى تنظيف. الخبراء الذين يتناولون الظاهرة من على السطح يشيرون إلى ثلاثة عوامل أساسية:

الأول أن أمريكا زادت إنتاجها خلال عامي 2012 و2013 بنسبة 30% ، وهو ما أدى إلى ارتفاع الإنتاج إلى أعلى مستوى له منذ 30 عاما، وتراجعت معه الواردات بنسبة 32% (سبتمبر 2014) .

الثاني ارتفاع إنتاج الغاز الصخري الذي لم يكن يمثل إنتاجه عام 2000 م سوى 2% من الإنتاج العام للغاز، ليقفز هذا العام إلى 44%. الثالث زيادة اعتماد الدول المستهلكة للطاقة الجديدة والمتجددة، وساعد على ذلك الموازنات الهائلة التي رصدت للاستثمار في مصادر الطاقة، والتي بلغت 120 مليار دولار عام 2013، وكان من جراء ذلك أن وصلت إسهاماتها إلى نحو 19% من الاستهلاك العالمي. لكن يظل للقصة بقية.

نقلا عن عكاظ