يظن البعض أنه بمجرد حصوله على شهادة مدرسية أو جامعية وبعض الدورات قد ضمن مكانه في سوق العمل، وربما يكون هذا صحيحاً، لكن هناك فئة لا يتوقف طموحها عند هذا الحد وهي المقصودة بهذه الكلمات، فإن لم تكن ذا همة فوفر على نفسك الوقت ولا تكمل القراءة.
وحتى إذا كنت تبحث عن حل سحري للأمر فلن تجده هنا، وأظن أنك لن تجده أبداً، فالمفتاح الوحيد يكمن في الجد والإجتهاد، وحتمية نسيان النجاح فورا كي تتأكد من استمراريته.
ومن الذكاء معرفة متطلبات هذه السوق التي تتغير وتتبدل احتياجاتها طبقاً للبيئة الوظيفية والوقت، فدائما ما تستحدث وظائف مع تطور الزمن والتقنية على الرغم من أن الأخيرة متهمة بمزاحمة البشر في وظائفهم وربما تقليصها حالياً ومستقبلا.
وتمتع المقبل على سوق العمل بطموح وإرادة لصعود سلم النجاح يعني حصوله على ما يسمى "الأمان الوظيفي"، وهو بمثابة مضاد حيوي ضد التسريح أو الإستغناء أو تقليص إحتمالية حدوث ذلك إلى أقصى درجة.
هذا الأمان يعني أن ذلك الموظف مؤثر في موقعه، ويعد ركيزة أساسية في شركته وسوف تتأثر حال مغادرته، لكن كيف يتم توظيف الطموح والإرادة بشكل جيد للحصول على هذا الأمان أو بالأحرى كيف يمكن استثمار القدرات المتاحة وإضافة غيرها ليكون الموظف بمثابة "سلعة" لها زبائنها الدائمين فضلا عن قيمتها المرتفعة في سوق العمل بشكل عام.
وطبقا لما عايشته بنفسي وأفضل تطبيقه من معايير فضلا عما طالعته ، يمكن تلخيص الأمر في ثلاثة محاور رئيسية: التميز، الكفاءة، وقابلية التطوير.
هذه المحاور تضمن لك موقعاً متفرداً في شركتك بلا شك، لكن عليك وضع خطة فور الانتهاء من قراءة هذه الكلمات لتفعليها، وإلا تكون قد أضعت وقتك وأصبتني بالإحباط ما لم تفعّلها، فهناك فرق شاسع بين عقلية من يفكر بمنطق "الموظف الحكومي الروتيني"، وضديده الطامح دوماً للتجديد ورفع قيمته مادياً ومعنوياً.
فالتميز يعني ببساطة إقبالك على القيام بالأعمال المهمة، لا تتساهل كما يفعل الكثيرون وتركن إلى الأعمال والمهام التقليدية السلهة، بجانب التفرد في إتقان مهارة لا يمتلكها زملائك في العمل فهذا سيجعلك محط نظر الجميع وليس مديرك فقط.
الإلتزام يعني أيضا إنجاز المهام في وقتها المحدد وليس بعده، ربما تحتاج وقتاً في بداية تدريبك لتصل لدرجة الإنجاز هذه، هذا ليس عيباً، فالكل يحتاج لذلك، لكن المهم أن تصل إليها وتحافظ عليها ولا تدخل في سباق مع أحد على حساب جودة ما تفعله وإلا ستخسر كثيرا.
ومن الذكاء الإستعداد دائما لبذل مجهود إضافي، فأنت إذا أنجزت ما هو مطلوب منك فقط فلن يلومك أحد، فمعظم الموظفين يفعلون ذلك، وهم في هذه الحالة يندرجون تحت قائمة "موظفي الحكومة الروتينين" الذين لا يفكرون إلا في كيفية "قتل وقت الدوام" بأى شكل حتى ينتهي.
هذا الإستعداد سيوفر لك مزيدا من الخبرة في وقت أقل من نظرائك، وسوف يساهم في قيامك بالمهام الحاسمة التي تميزك في العمل، أى ستسهل مهمة المسؤول عنك، مما يعني مزيدا من الثقة والإعتماد عليك، وستكون كفؤاً في عملك عندما تمتلك القدرة على ترتيب الأولويات بشكل صحيح دون تراخي أو تكاسل، مع قدرة على العمل داخل بنيان الفريق الواحد.
ومن ثم يأتي دور قابلية التطوير والتي يصعب على الكثيرين مواكبتها في متابعة أبحاث أو متابعة تقنية حديثة، خصوصاً بعد الوصول لدرجة وظيفية أو الحصول على ترقية، بالطبع سيكلفك جهداً ومالاً، لكن سيضمن علو شأنك.
تبقى الإشارة إلى شيء هام، فلا تركن إلى تصدير المشاكل للهروب من مهام بعينها أو مواكبة تطور ما، حاول أن تفتش عن الحلول دائما وتطرحها وبالتوازي مع ذلك قدم أفكاراً جديدة بإستمرار، ولا تمل من إعادة طرحها ثانية وثالثة وإن طال بك المقام ورفضت عدة مرات طالما درستها جيداً قبل تقديمها.
وثق في النهاية أن ما ذكرته هنا عايشته وذقت بعضاً من حلاوة نجاحه، وأنت لست أقل مني شأناً بل ربما أفضل بمراحل كي تحقق ذلك وتتجاوزني.
متميز يا استاذ خالد كعادتك
هذا هو الكلام... كيف تجعل الجميع يؤمن بهذا الشيء وينفذه؟ الكثير يشير إلى أن المسالة واسطة، إلخ... وينسى تقديم الحل لمن لا واسطة لديه! الحل هو ما تفضل به الكاتب هنا.