آن الأوان لتحويل بقعة إنطلاق ملحمة تأسيس المملكة، والمرآة الأولى للدولة السعودية إلى واجهة حضارية مشرقة أمام المجتمع الدولي، وذلك من خلال إخضاعها لعملية جراحية تهدف إلى (تحسين أبرز وأهم ملامح العاصمة السعودية).
وبناءٍ على ذلك ينبغي تطوير "مدينة دولية متكاملة للخدمات اللوجستية" على أراضي مطار الملك خالد الدولي، بغرض دعم التكامل والتنوع الإقتصادي، وتعزيز القدرة على إستيعاب النمو الصناعي، والتجاري، والإجتماعي المذهل في الرياض.
ومن الأهداف المتوخاة من المشروع: تعزيز تنافسية "العاصمة الرياض" على المستوى الإقليمي والدولي في مجال "المال والأعمال" و"الصناعة والتجارة"، وتحويلها إلى مركز عالمي متميز في مجال "النقل الجوي والإمداد" و"المعارض والمؤتمرات"، وصناعة مكونات الطائرات والقطارات، وأيضا تعزيز جاذبيتها للإستثمارات الأجنبية القيمة، وتحسين مناخ السياحة فيها.
وكما يجب الأخذ بعين الإعتبار أن "مدينة الرياض" تحظى بميزة نسبية من الناحية الجغرافية، حيث أنها تقع في قلب المملكة والعالم، وتستريح على موقع إستراتيجي في "منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا" والتي يصل عدد سكانها إلى أكثر من 500 مليون نسمة، وتتمركز في (شرق قلب شبه الجزيرة العربية) بالقرب من المنطقة الشرقية ودول الخليج العربية، وكما أنها تقع في منتصف شبكة الطرق البرية، ومنظومة سكك الحديد المحلية، وأيضاً تتوسط المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية، لاسيما وأن المملكة تحظى بمساحة برية وأجواء شاسعة، ومنافذ جمركية مع دول الخليج العربية، والعراق، والأردن، واليمن، وطرق برية سريعة تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، وموانئ على ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر، ومشاريع سكك حديد تهدف إلى ربط جميع مدن ومناطق وموانئ المملكة ببعضها، وتشمل دول الخليج العربية، والأردن، والعراق، وسوريا، وتركيا، وأوروبا.
وبالإضافة إلى ماذكر انفا من مزايا لابد من الإشارة إلى أن "منطقة الرياض" أكبر منطقة على مستوى المملكة من حيث عدد المصانع القائمة وتستحوذ بنسبة 37%، وتحظى بنمو طلب كبير جداً على الأراضي الصناعية، وأيضا تمتاز في أنها أكبر منطقة زراعية وتستحوذ بنسبة 35% من إجمالي إنتاج المملكة الزراعي، (وذلك بفضل وفرة المياه الجوفية والأراضي الشاسعة والصالحة للزراعة)، وتمتلك المنطقة ثروة حيوانية ضخمة وذات تأثير بالغ على الأمن الغذائي المحلي، وعلى سبيل المثال تستحوذ بقارها 55% من إجمالي المملكة، ويشكل إنتاجها من الحليب ومشتقاتة 74% من إجمالي المملكة، والجدير بالملاحظة تحتل موقعاً إستراتيجيا "فريد من نوعه" يتوسط مناطق المملكة خصوصا الرئيسية منها، (مما يجعلها مركزا إقليميا هام للغاية في توزيع المنتجات المحلية والخليجية وغيره).
ويفترض أن يتم تأسيس شركة قابضة مملوكة للدولة، وتطرح للمساهمة العامة (تمتلك وتدير المدينة).
ومن الضروري جداً أن تهدف الحكومة من خلال الشركة إلى أن تتميز المدينة المقترحة بأنها مدينة – الأذكى والأكثر حداثة على مستوى العالم – تعمل وفق أنظمة المناطق الحرة بالكامل، وتمتاز ببنية تحتية متطورة جداً وعالية الجودة، وتصاميم عصرية للغاية يراعى فيها الجمال الأخاذ والإبداع المعماري، وتعتمد المدينة على الطاقة المتجددة، والبناء الإيكولوجي، والغطاء النباتي الكثيف، وتتيح للأفراد "العيش" و "العمل" سوياً دون الحاجة إلى إمتلاك مركبات شخصية، وذلك أنها تمتلك (قطار المونوريال الكهربائي المعلق) والذي يربط المدنية بالكامل وينطلق مباشرة من محطة مترو الرياض المتواجدة في مطار الملك خالد الدولي، وبالإضافة إلى أنها تمتلك سياسة متميزة لصالح تشجيع المشي عبر الحماية الكاملة من أجواء الرياض القاسية، وكما أنها مدينة تتمتع بخدمات وبيئة أعمال مرنة وتمتاز بأسعار تنافسية وجودة مرتفعة وتسهيلات وحوافز كبيرة لإستقطاب المستثمرين الأجانب.
وأيضاً في غاية الأهمية أن تهدف الحكومة تحويل مطار العاصمة السعودية – مركز نظام النقل الجوي الوطني - إلى أفضل وأرقى المطارات على المستوى الدولي من خلال ضخ حزمة برامج تطويريه وأبرزها إعادة تصميم المطار وتحويلة إلى "معلم معماري يأسر القلوب"، وأيضا تحديث الأنظمة والخدمات والديكورات الداخلية وفق أرقى مستويات الرفاهية العالمية والفخامة المطلقة، وكما تدريب وتطوير موظفي المطار والجمارك بشكل مستمر، ويجب إختيارهم بعناية فائقة بغرض تمثيل هذه "العاصمة العريقة" في أحسن حلة وأجمل إبتسامة مشرقة.
تنقسم المدينة إلى عدة أقسام:
1- مجمع الطيران: يضم كل من مطار الملك خالد الدولي، ومراكز التعليم والتدريب في مجال الطيران، ومنطقة المطار الصناعية الحالية والتي تهدف المدينة لها إلى أن تغدو إحدى "الأماكن المفضلة عالمياً" لإنشاء مصانع إقليمية من قبل الشركات الدولية في صناعة مواد ومكونات الطائرات وقطع الغيار، وكما تستهدف زيادة مساحة المنطقة الصناعية إلى "الضعف تقريباً"، وبالإضافة إلى ذلك يضم مجمع الطيران (قرية دولية للشحن والتموين الجوي)، وتهدف المدينه للقرية إلى أن تكون إحدى أكبر وأذكى مناطق الشحن والتموين الجوي في العالم، وتضم "القرية" منطقة للصناعات الغذائية والمشروبات.
2- الميناء الجاف: ميناء رقمي متطور ومتقدم للغاية، ومرتبط إلكترونياً بقرية الشحن الدولية والتموين، والموانئ البحرية، والمدن الصناعية المحلية، ويمتلك مخازن للسلع ذات تقنية حديثة وتكلفة منخفضة وطاقة إستعابية عالية، وتقع على أراضي الميناء محطتي الشحن والركاب التابعة لقطار الشمال- الجنوب، ومنطقة لصناعة القطارات وقطع الغيار، وأيضاً معهد تقني عالٍ لصناعة القطارات، وتهدف المدينة للميناء إلى أن يكون مركز إقليمي للإمداد ونقطة عبور هامة للشحن البري، وصناعة القطارات وقطع الغيار، ومركز رئيسي للمنطقة الوسطى في مجال حفظ وتوزيع المنتجات الغذائية والمشروبات والسلع الإستهلاكية، وأن يستوعب بالكامل نمو مدينة الرياض الهائل والمنطقة الوسطى في مجال الإستيراد والتصدير، وأن يلبي كافة إحتياجاتهما المستقبلية.
3- مجمع الأعمال اللوجستية والتجارة الإلكترونية: تهدف المدينة إلى أن يصبح تجمع رائد عالمياً في مجال إدارة الأعمال اللوجستية والتجارة الإلكترونية وأن يساهم في دفع عجلة التطور في مجال إدارة اللوجستيات والتجارة الإلكترونية المحلية إلى مصاف المستويات العالمية بدعم من الدولة وذلك من خلال إستقطاب المقر الرئيسي لكل من شركة مدينة الملك خالد اللوجستية، والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وهيئة الخطوط الحديدية، والشركة السعودية للخطوط الحديدية، والمؤسسة العامة للموانئ، ومصلحة الجمارك، وهيئه تنمية الصادرات، وغرفة الرياض التجارية الصناعية، وهيئة الغذاء والدواء، وهيئة المواصفات والمقاييس، والبريد السعودي، والشركات المزودة للطائرات بالوقود، وأيضا يضم المجمع قرية عالمية للبضائع المخفضة (الأوت لت)، ومجموعة متميزة من الفنادق الفاخرة، والمطاعم، والمقاهي وغيره، ويستهدف المجمع جذب أفضل شركات التخليص والتخزين العالمية والإستيراد والتصدير، وكما يطمح إلى إستقطاب مقار إقليمية من قبل الشركات العالمية الرائدة في الخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية، وأيضا يطمح إستقطاب مقار رئيسية للمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية في الطيران والسكك الحديدية والجمارك والتجارة وغيره.
4 - منطقة المعارض والمؤتمرات الدولية:
منطقة تستهدف جذب المعارض والمؤتمرات الدولية الدورية في مجال قطاع الدفاع والأمن والطيران، والموانئ والطرق والسكك الحديدية، والخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية.
5- المنطقة السكنية:
تستهدف أن تكون إحدى أرقى المناطق السكنية على مستوى المملكة والعالم.
خلاصة القول.. أتمنى كثيراً أن يصل هذا "الإقتراح" إلى كلاً من هيئة تطوير الرياض، والطيران المدني، والسياحة والآثار، والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وإدارة المطار.. وذلك أنه من المؤكد سيعمل على دفع عجلة التنمية المستدامة، وتحويل "العاصمة السعودية" إلى نقطة وصل حيوية ومنطقة ربط تنافسية بين مدن وقارات العالم، ومركز ثقل إقتصادي عالمي.
إضافة إلى ماذكر في المقالة.. مطار الملك خالد الدولي (يمتلك أراضي شاسعة جداً) - على الرغم أن الدولة أستقطعت منها الكثير - وتتميز في أنها أراضي مستوية. وكما أنه تشير التقديرات الحكومية إلى أن عدد سكان "مدينة الرياض" سينمو من نحو ستة ملايين نسمة حالياً إلى أكثر من ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة خلال السنوات العشر المقبلة بإذن الله، ويحظى بشريحة كبيرة من الشباب، أي سوف تحظى "العاصمة السعودية" بسوق شرائي غني وضخم جداً بالإضافة إلى ماهو علية الان. وبارك الله في أخوتي الكرام القائمين في صفحة ألفابيتا. أخوكم: عبدالعزيز الجميعة
تنظير
سواليف
أسعدني جداً رد (مدير مطار الملك خالد الدولي) صاحب الأخلاق الرفيعة والفكر المستنير الأستاذ المحترم/ يوسف العبدان على حسابي الشخصي في تويتر، عندما قال: شكراً جزيلاً، مقالة جميلة فعلاً. وبكل صراحة كنت انتظر تعليقة، وذلك أن شخص يشهد له الكثير "بفكره وعمله وإخلاصه وتفانيه"، وكما أيضا أن المقالة قبل الصياغة كانت تطمح الوصول إليه وبشدة.. وأسأل الله له كل التوفيق والبركة والسداد.
كدت أنسى.. طبعاً وجهة له المقالة إليه شخصيا من حسابي إلى حسابة.. وأشكر كل من مر وعلق هنا، سواء كان التعليق لفت إعجابي أو دون ذلك.. فالإختلاف بين البشرية إحدى أكبر النعم ولأسباب عديد.. تحياتي
الحقيقة إنها دراسة جميلة ومتعوب عليها.
صدق إحساسك في ذلك. ولا أستطيع قول أفضل من الدعاء لك.. أسئل الله أن يبارك لك..