قبل الازمة العالمية عام 2008م كانت البنوك المركزية مثل الامريكي البريطاني الياباني و بعض دول اوربا (منطقة اليورو حاليا) يقومون ببيع وشراء الذهب بشكل مستمر لكن بعد الازمة المالية بدات بعض البنوك المركزية الاخرى من دول الشرق ب شراء الذهب وتخزينة لديها ولم تتوقف حتى الان من اهم تلك الدول الصين والهند الي جانب دول اخرى مثل روسيا تركيا اوكرانيا كازخستان والفلبين كوريا الجنوبية تايلند المكسيك مما اصبح يشكل خطورة على كميات الذهب لدى الدول الاخرى التى تتبع سياسات تؤدي الي الافراط في الاصدارات النقدية كالولايات المتحدة واليابان.
المقصود هنا بالبيع ليس البيع بشكل مباشر وانما من خلال الية التاجير لبنوك السبائك Bullion Bank بولين بنك بحيث يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على سبيل المثال بتاجير كميات من الذهب تتراوح بين 400-500 طن إلى البنوك الاستثمارية مثل جولدمان ساكس، وسيتي بنك، جي بي مورغان تشيس، ومورغان ستانلي وغيرها في كل عام للتجارة بحيث تعمل تلك الكميات على التحرك بشكل مصطنع لقمع أسعار الذهب و عندما تكون الأسعار مناسبة تقوم هذه البنوك الاستثمارية باعادة شراء الذهب وإعادته إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي وهكذا.
استمرار العمل بتلك الالية في السوق ينتج عنة تدوير وايجاد المشتقات وبالتالي المزيد من العقود الورقية في تعاملات بيع وشراء الذهب تلك الالية تعد هامة جدا للادارة الامريكية واداة يستخدمها البنك الفيدرالي الامريكي والبنوك المركزية الاخرى في الغرب خاصة البريطاني الغرض منها (الية التاجير لبنوك السبائك) هو ليس الحصول على اجار او تحقيق ارباح لكنها توفر القدرة على بيع قصير الاجل والذي يسمح للبنوك المركزية ان تتدخل في سوق العملات لذا تقوم الدول واهمها الولايات المتحدة بزيادة العرض النقدي عن طريق المحفزات لتبقي اسعار السلع الاساسية كالنفط والذهب مستقرة لضمان استمرار الثقة في عملاتها الي جانب الحد من مخاوف التضخم.
اذن لكي تحكم السيطرة على اسعار الذهب من الضروري ان يكون لديك القدرة على البيع قصير الاجل وهو مايحدث خلال الازمات المالية والهزات الاقتصادية حيث تزداد اهمية الذهب وترتفع الثقة في الاحتفاظ بة على عكس العملات الورقية بالتالي الدول بحاجة للسيطرة واعادة الثقة الي عملاتها من خلال كبت اسعار الذهب ومنعها من الارتفاع وهو ما سعى لة الفيدرالي الامريكي منذ زمن طويل وذلك بتخزين الذهب من جميع أنحاء العالم للسيطرة على نظام تسوية الذهب, بالتالي سيطرة الولايات المتحدة على نظام تسوية الذهب العالمي يعني استمرار هيمنة الدولار الذي يعتمد بشكل اساسي على استمرار سيطرة الفيدرالي الامريكي على نظام التسوية.
لكن في حال ظهور نظام آخر لتسوية الذهب مثل العملة الصينية اليوان على سبيل المثال وهو مرشح قوي فهذا يعني الدخول في منافسة مع الدولار مما يشكل كابوسا على الدولار والاصدار النقدي المتزايد بدون غطاء للادارة الامريكية, تزايد شراء الصين للذهب وتخزينة لديها منذ الازمة المالية عام 2008م يهدد الية التاجير التي يقوم بها الفيدرالي الامريكي منذ زمن لان شراء الصين للذهب وتخزنة لديها يخالف ماتقوم بة البنوك الاستثمارية التى تؤجر الذهب من الفيدرالي الامريكي للتحكم باسعارة فالصين عندما تتراجع أسعار الذهب فإن أول شيء تقوم به هو الشراء ولا تبيع عندما ترتفع الأسعار كما كان يحدث سابقا لذا اصبح الامر محير للوول ستريت وبنوك السبائك حيث لا تستطيع أن تفعل أي شيء لمواجهة الصين في هذا الشأن وقد تمكن البنك المركزي الصيني من شراء الف طن ذهب خلال عام 2013م بعد انخفاض اسعار الذهب بنسبة 27%.
ويرى بعض المحللين الاقتصادي ان بنك الصين المركزي الان يمارس ضغوطا على واشنطن ووول ستريت لان الدولار الأمريكي مرتبط مع أسعار الذهب منذ صعوده كعملة عالمية رائدة حيث يأمل بنك الاحتياطي الفيدرالي استمرار التلاعب او التحكم في أسعار الذهب في صالحها كما في السابق لكن البنك المركزي الصيني اصبح الان يقف في طريقه.
الشكر لكاتب المقال على تقديم شرح لعملية الارتفاع والانخفاض في الذهب . لكن الى اين الاتجاه الان صعود ام مواصلة هبوط
معلومات مفيدة جدا .. شكرا لكاتب المقال
يعطيك الف عافية على المقال.
على دول الخليج الزيادة في شراء الذهب بدل شراء سندات الخزينة الامريكية في الفوائض المالية فالذهب هو مخزن الثروة ومستودعها عبر الاجيال