أقترح الإعلان عن نتائج (جردة حساب) الخطة الخمسية التاسعة بعد ثلاثة أشهر من انقضائها، من خلال مؤتمر صحفي تعلن خلاله أهم النتائج ويجيب المسئول الرسمي عن الأسئلة ويوزع خلال المؤتمر تقريراً وافياً، فثمة أمور تقاس كما يقاس القماش أمتاراً ويوزن الطحين أكيالاً، كذلك الرفاه، ومع ذلك هناك من يصر أن يعبر عن الرفاه بعبارات انشائية مطاطة كعبارات المجاملة؛ كلام معسول في مودة وترحيب، لكنها مجرد كلمات عابرة.
لماذا الحديث عن الرفاه الآن، وهو موضوع كَثُرَ طرقه مما يجعله خالياً من أي جدة؟ بل فيه جدة، لاعتبارين اثنين؛ الأول: أن انفاق الحكومة على الخطة الخمسية التاسعة (الراهنة) قياسي في تاريخ المملكة، ولا بد من تلمس الأثر التنموي للخطة بقياس تأثيره كماً ونوعاً في التعليم والصحة والبنية التحتية وفرص العمل وتأسيس الأعمال وتقليص الفقر والرعاية الاجتماعية لأصحاب الدخل المتدني. والاعتبار الثاني: أن تلك الخطة التنموية على وشك الانتهاء بما يتيح فرصة لقياس ما أضافته من نمو وجلبته من تنمية، والسعي لتطوير ما هو قادم من خطط وتوجيه الجهد التنموي بما يُعظم المردود.
وفي حين أنه لم تدرج العادة على اصدار تقرير ينشر للعموم، يُبين تحليلياً ما أنجزته الخطة الخمسية، بمقارنةٍ كميةٍ لأهدافها المعلنة مع ما تحقق فعلاً، ولعل هذا العام (2015)، وهو ما يفصل نهاية خطةٍ عن بداية أخرى، لعله يمثل نقطة فاصلة للارتقاء لطموح وتطلعات الخطة التاسعة وما شهدته من إنفاق إضافي لمبادرات ومشروعات ضخمة خارج الميزانية الهدف منها تحسين الظروف المعيشية لسواد المواطنين، وفي الوقت نفسه حفز الاقتصاد الوطني لتحقيق مستويات أعلى من النمو والتنوع.
فهل حققنا ذلك، هل نحن للتنمية والنمو أقرب؟ هل نحن عن الفقر أبعد؟ هل خدماتنا التعليمية تتطور؟ والصحية تتحسن؟ وهل كبحنا البطالة ووظفنا الشباب ممن يطلبون العمل ويقبلون عليه؟ هذه أسئلة لا يجيبها نفي أو إثبات؛ بل هي بحاجة لاستفاضة، ليست إنشائية سردية، بل كمية تحليلية مقارنة، تستند لمضاهاة موضوعية بين ما كان مخططا ابتداء وما تحقق فعلاً، والمفاضلة بين الحال قبل الخطة وبعد انقضاء سنيها، وإلا فكيف نعرف في أي اتجاه نسير وبأي تسارع أو تباطؤ سنصل لما نطمح إليه؟
ولابد هنا من الاستدراك بالقول إنه تصدر تقارير رسمية حول منجزات الخطط الخمسية، بل يصدر تقرير عن الإنجاز لكل سنةِ من سنوات الخطة منفردة، لكنه –فيما أعلم- ليس للتوزيع العام.
والمطلوب أن يعمم هذا التقرير أو الأجزاء ذات الصلة بقياس الأداء ومقارنته بما كان متوقعاً، فهذه خير وسيلة لتوعية المواطن بالجهود التنموية ونتائجها. ومن ناحية أخرى فإن نشر النتائج بنفس حماس نشر وثيقة الخطة الخمسية عند صدورها أمر فيه اتساق، إذ ليس ملائماً الإعلان عن الخطط بزخم وعدم الإعلان عن نتائجها بنفس الزخم والحماس!
وليس خافياً، أن النشر والافصاح هو تجسيد للشفافية، التي تبين نتائج الجهود في الدوائر والبرامج والمبادرات على تنوعها، سعياً لتصحيح المسار في حال ميلانه، وتسريعه في حال تباطؤه. والمنطلق لذلك هو أن للتنمية أهمية حرجة في تحقيق رضا المواطن والرفع من مستوى الرفاه، وأن أي تأخير أو تعثر ستكون محصلته سلبية ولا يحقق ما تسعى الحكومة لإنجازه.
وهكذا، فمبرر التعامل مع أي تقصير تعاملاً منهجياً، يقوم على تتبع تنفيذ الخطة، والافصاح عن نتائجها، وبيان ما أُنجز، وتحليل أسباب القصور ومبرراته، واتخاذ إجراءات لتلافيه عبر التعامل مع مسبباته، حتى لا تستمر ذات المسببات تعيق خططنا ومعها تطلعات الرفاه.
نقلا عن اليوم
خطط التنمية اصلا فضفاضة وليس لها اهداف يمكن قياسها ....انظر الى هدف تخفيق الاعتماد على النقط وتنويع القاعدة الاقتصادية للدولة ....منذ الخطة الخمسية الاولى 1970 وهو موجود هذا الهدف ...والانجاز لم يصل إلى الصفر لانه بالسالب ...نحن اكثر اعتماد على النفط منذي قبل !!....تحياتي لقلمك وفكرك
الجاسر يسلم عليك ... ويقول استمتعوا بالراتب ودعونا نخطط بصمت !