نتائج الشركات المساهمة.. هل يفهمها صغار المستثمرين؟

04/11/2014 0
عبدالوهاب الفايز

دخول الناس بشكل كبير في الاستثمار في سوق الاسهم، وتعدد الشركات وتوسعها.. ربما يتطلب من هيئة سوق المال العمل على تطوير طريقة الإفصاح والعرض للقوائم المالية للشركات المساهمة.

طريقة الإفصاح تطورت بشكل كبير والهيئة بذلت جهودا إيجابية ملموسة في هذا الجانب، لذا نرجو ان تتوسع هذه الجهود في مجال عرض الميزانيات لتكون (اكثر بساطة) لكي يستوعبها المستثمرون الصغار، وهذا يَصْب في المشروع الذي عملت عليه الهيئة في السنوات الماضية وهو التوعية والتثقيف في مكونات السوق المالية وأدوات وطرق الاستثمار فيها.

ربما المطلوب ليس مكلفا ولا متعبا.. هو فقط إلزام الشركات بإضافة مساحة تخصص لعرض القوائم المالية بشكل ميسر، على أن تكون أصيلة في عرض النتائج الربعية والسنوية.

القوائم الان تنشر في مساحات ضيقة وبحروف صغيرة. يضاف الى ذلك ان اغلب الناس لا يستوعبون تعقيدات الاستثمار وعمل الشركات الكبرى، ولن يدركوا ما هو (مطبوخ) من ارقام!

ما ينفعهم هو ان تعرض لهم النتائج الرئيسية على شكل سؤال مباشر مبسط. مثلا، يكون السؤال كالتالي: هل ربحت الشركة ام خسرت؟ ثم في سؤال اخر: من أين مصدر الأرباح، هل من الجوانب التشغيلية المرتبطة بأغراض الشركة، ام من بيع أصول ام من مصادر اخرى. وايضا يوضح كيف جاءت الخسائر؟

ايضا يضاف بشكل مبسط ومباشر رأي المراجع الداخلي للشركة، ويضاف رأي المحلل المالي لأداء الشركة وعملياتها ورأيه في مستوى المخاطر، ورأيه حول ارتباط النتائج المالية المحققة بالتوجهات والاهداف الاستراتيجية الموضوعة للإدارة التنفيذية.

ثم يضاف رأي مستقل عن مخاطر الاستثمار في السنوات القادمة. اجزم أن المهنيين المختصين في الهيئة لديهم القدرة على الخروج بآلية أفضل لتخدم الهدف المطلوب.

هذه ربما تصب في ضرورة (تعزيز البعد الاخلاقي) في اداء الشركات، والعمل على تكريسه والحث عليه، ففي هذا التوجه رفع لمستوى الشفافية بحيث يتجاوز الإفصاح.

هيئة سوق المال عليها مسؤولية تجاه (صغار المستثمرين) في السوق، وهي الحامية الرئيسية لهم، وليس من المصلحة الوطنية ابعادهم عن السوق، فأين تذهب مدخراتهم؟! كما ان كبار المستثمرين قد تكون لهم فوائد اخرى غير مباشرة من استثماراتهم، اي ان تعثر الشركة او تراجع ارباحها ربما لا يهمهم، فهم قادرون على تحمل التراجع في الأداء، او حتى الخسائر!

الاتجاه الى تعزيز القيم الاخلاقية النبيلة والإنسانية في ممارسة التجارة ضرورة وطنية، فالانظمة والضوابط مهما كانت شاملة ومتطورة لن تحكم السيطرة على السوق، اخلاقيات التجارة هي الضامن الاكبر والأقل تكلفة. لعل هذا المقترح يحرك جهود المخلصين.. ففيه ما ينفع الناس.

نقلا عن اليوم