الحملة التوعوية التي بدأها برنامج كفاءة حول أهمية الالتزام بتطبيق العزل الحراري للمباني، تعد حلقة من سلسلة حملات ستسهم بترشيد استهلاك الطاقة ورفع كفاءة استخدامها.
وبما أن العزل الحراري أصبح إلزاميا للمباني الجديدة فإنه من المهم أن يعي كل فرد بالمجتمع أهميته وانعكاسه عليه بفوائد عديدة.
فبرنامج كفاءة الذي تتعاون معه العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، انتقل منذ فترة لمراحل عملية تتزامن مع حملاته التوعوية الموجهة للمجتمع بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة حيث تم تغيير مواصفات أجهزة التكييف كونها العامل الأكبر بارتفاع الاستهلاك، وانتقل لمرحلة جديدة حاليا مع إلزامية العزل الحراري للمباني الجديدة، وسينتقل مستقبلا لتغيير بالأجهزة الكهربائية وكذلك السيارات، بخلاف ما تم عمله مع القطاع الخاص الصناعي والتجاري والخدمي من إلزام بمواصفات لمنشأتهم ترفع كفاءة استهلاك الطاقة عموما.
يضاف إلى ذلك برامج ومشاريع حكومية في النقل العام والنقل المدرسي، ستصب كلها في مصلحة الاقتصاد الوطني، وتوفر هدرا كبيرا من استهلاك الطاقة، وتحافظ على نسبة مهدرة من النفط والغاز أهم مصادر الاقتصاد المحلي لتكون عامل مساند في تغذية النمو على طلب الطاقة ولكن بكفاءة أعلى، وتسمح بمرونة أكبر في التعامل مع السوق العالمية التي نصدر لها، لكي تبقى المملكة لاعبا رئيسيا وقائدا بسوق الطاقة عالميا كما هو الآن.
وبالعودة لفوائد العزل الحراري على المستهلك، فإن التوفير بفواتير الكهرباء عليه سيصل مابين 30 إلى 40 بالمئة، وهي أرقام كبيرة ستوجه من الأسر للإنفاق على جوانب أخرى من التزاماتهم، أو تساعدهم على رفع الادخار والتوفير لن يقف عند فاتورة الكهرباء بل سيوفرون أيضا بقيمة أجهزة التكييف، لأنهم سيحتاجون إلى أجهزة أصغر بحجم وحدات التبريد، وهي بأسعار أقل من ذات الأحجام الكبيرة، بالإضافة إلى الجو الصحي داخل منازلهم، لأن العزل الحراري سيساعد على ضبط أدق لنسبة البرودة أو التدفئة المطلوبة داخل المنزل، كما أنه سيساعد على تقليل أعمال الصيانة للجدران خارجيا وداخليا لأنه يطيل بعمر المبنى، من ناحية المحافظة على مكوناته الأساسية بحسب تقارير ودراسات هندسية منشورة.
أما الفوائد غير المباشرة، فتتمثل في توجيه الفائض من الطاقة للقطاع التجاري وتوسعاته، وحتى السكني الجديد دون الحاجة للتوسع بإنتاج الطاقة بنسب كبيرة، وذلك من خلال ضبط الاستهلاك ورفع كفاءته، مما يسهم بزيادة الطاقة الاستيعابية بالاقتصاد، وسرعة توفير فرص العمل وضخ الاستثمارات، بالإضافة لتوفير مئات الآلاف من براميل النفط والنفط المكافئ، مما يعزز من قوة اقتصاد المملكة مستقبلا بالسوق العالمية، كون النفط المصدر الأكبر لإيرادات الخزينة، وسيبقى لفترة ليست بالقصيرة حتى يتم التحول المأمول لاقتصاد متنوع الإنتاج ومصادر الدخل.
تطبيق العزل الحراري وإن كان إلزاميا حاليا، لكن تعاون كافة شرائح المجتمع بتطبيقه وبأفضل المواصفات، بل حتى توجه البعض لاستخدام أي طرق ممكنة لتطبيقه بمبانيهم القديمة، سيكون له أثر فعال بتحقيق الهدف الرئيسي من توفير الطاقة، وما يتفرع عنه من فوائد تمس الجميع بدون استثناء إيجابا، خصوصا للمستقبل وأجياله القادمة، مع تمنياتنا بنجاح برنامج كفاءة بكل ما يقوم به وشكرنا للقائمين عليه لأنه مشروع وطني ضخم وانعكاساته الإيجابية ستبقى لسنوات طويلة.
نقلا عن الجزيرة
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع