تشبه نظرية الفوضى التي حيرت الكثير من العلماء , والتي تشبه ايضا العشوائية ,تشبه من يحاول ان يحتسب قيمة مستقبلية دون حصوله على كافة المعلومات.
فجميع الظواهر التي تحصل في الكون تحدث وفق نظام دقيق ,حتى مع وجود الحالة الشاذة في اي ظاهرة او نظام طبيعي, هي نتاج تكَون لما لا يمكن تسميته بالخطاء تماما, لانه ربما يعكس الحالة المؤدية لفناء النظام الطبيعي (ففي النظام الطبيعي للتكاثر البشري يمثل الشذوذ او المثلية الحالة المؤدية لفناء البشر بلا شك ) ,وفي النظام الكوني للكواكب والشموس وكافة الاجسام السماوية قد يشكل وجود الشذوذ الذي لا يجد له العلماء تفسير الحالة المؤدية لفناء النظام الكوني, او في انظمة طبيعة اخرى حالة لنشوء مكون جديد و نظام جديد , او نظام اخر غير مكتشف, الا ان اعتبار الشذوذ نوع من الخطاء لا يحدث الا عند تدخل الانسان او اي كائن اخر (يمتلك على الاقل القدرة البشرية او يشابهها) في النظام الطبيعي والذي يشمل سوء الاستعمال, وعلى سبيل المثال لا يجوز تسمية الكائنات التي تتكاثر بالانقسام كائنات شاذة او شذوذ في النظام الطبيعي لانها تمثل نظام او بالاحرى تشكل جزء من نظام يؤدي دوره في الطبيعة اضافة الى ان التكاثر بالانقسام لايسمى شذوذ..
وعند محاولة التنبؤ بالطقس مثلا فان المتغيرات التي تؤثر في حدوث الظاهرة الجوية ليست جميعها متوفرة للمتنبئ لعدة اسباب بديهة, فالحجم الكبير اللا متناهي والحجم الصغير اللا متناهي يمثل تحدياً للبشر.
وعند محاولة التنبؤ بمؤشر البورصة في زمن معين فان المتغيرات التي تؤثر في سلوك المؤشر غير متوفرة كمتغير الحالة النفسية, اوالمزاج لكل من يتاجر في البورصة.
ولنفترض ان عدد المتاجرون في البورصة سواء مستثمرون او مضاربون عدة ملايين فكل فرد او مفردة يعتمد قرارها على عدة متغيرات تشابه الحالة التي يكون كل فرد عليها, الا اذا استطعنا ان نجعل كل الافراد نسخ مطابقة لبعضها !
وعشوائيا عندما نقوم برمي حجر عدة مرات فاننا نحصل على قيم مختلفه رغم تواجدنا في نفس المكان لان عملية الرمي تدخل فيها عدة متغيرات :فللرامي متغيرات في كل لحظه, وللحجر, ولمكان الرماية, ومحيطها تفاصيل لا تدركها العين المجردة.
وبمعنى اخر فانه لا وجود لما يسمى بالفوضى في حال علمنا الدقيق بكافة المتغيرات او المعلومات.
صفصفة كلام هلامي ومصطلحات غير منضبطة علميا اطلاقا ولامعنى لها. نظرية الفوضى او الشواش chaos theory ليست بالوصف الذي ذكره انها محاولة التنبوء دون الحصول على كامل المعلومات. النظرية تتعلق بالانظمة المنضبطة لكنها في المقابل حساسة لحالتها الابتدائية بحيث ان اي خطأ مهما كان صغير في تقدير القيم الاولية ينتج عنه انحرافات كبيرة جدا في التنبؤ بمستقبلها. المقال يخلط بين نظرية الفوضى وبين ظاهر اللايقين التي يتم معالجتها رياضيا بنظرية الاحتمالات. القضية الاخرى ان العلم اليقيني الكامل بكل المتغيرات متعذر فيزيائيا وليس في مقدور الانسان مهما تقدم به العلم وهذا فحوى مبدء عدم اليقين لهايزنبرغ الذي يدرس في نظرية الكم الفيزيائية. لهذا السطر الاخير من المقال ايضا لامعنى له
لا يمكن للفوضى أن تخرج إبداعا وبالنسبة للأسهم هناك ثلاثة متغيرات حقيقية أساسية هي سعر السهم وكمية التداول والزمن وهي المنطلق الأساسي لكل من يفكر في استشفاف المستقبل لمعرفة السعر المتوقع لأي سهم وظهرت معادلات رياضية كثيرة لهذا العلم وكلها معادلات ومنحنيات استقرائية أو فرضيات تخطئ أكثر مما تصيب ولم يدخل فيها نظام المجموعات الإحصائية لذلك فنحن إلى هذه اللحظة في بداية الطريق في هذا المجال
الموضوع (الفوضى أو Chaos) شيق، وهو موضوع واضح وله قوانينه - والكاتب غير متخصص دون شك فخانه التعبير، واصبح الطرح سطحيا والأمثلة غير فعّاله (ان لم تكن خاطئه)!!! نظريات الجبر ثم الاحصاء وبعدها الشك أو اللا يقينيه (Uncertainty) تستخدم لاستنباط النتائج من المعطيات وتتدرج تلك النتائج من ناحية عدم اليقين في المعطيات مما يُنتج "ضرورةً" حلول دقيقة 100% في حالة الجبر، متسقه الى حد جيد في حالة لاحصاء، ومتسقة الى درجة ما في حالة الشك أو عدم اليقين. الأمثلة في المقال أعلاه تحل عن طريق النظريات التي ذكرتها ولا تصل درجة "الفوضى". هذا والله أعلى وأعلم.
الهدف من المقال تبسيط المفاهيم العلمية للقراء غير الملميين بعلم الاحصاء او الفيزياء او بالمصطلحات العلمية نحو مجتمع يفكر بمنطق اكثر قربا للعلم منه للايدلوجياء,ثم ان الفاهم لنظرية الفوضى سيدرك معنى المقال وقيمته العلمية التي لا تتناقض مع احدث النظريات بقدر ما تضيف له منطق علمي صحيح في فهم الضواهر بشكل اعمق . وانصح صاحب الكلام الهلامي المصفف بالرجوع للكتب العلمية الجيدة في مجال الفوضى وفي مجال الاحصاء والاحتمالات ,قبل اي يسوق مخزونه من المصطلحات العلمية التي لا يفهما او تلك الي يقصها ويلصقها من مصادره.
خلاصة المقال ان التحليل الفني خرطي!!