نتفهم جيداً إلغاء هيئة سوق المال النسبة المفتوحة لتداول الشركات الجديدة في أول يوم لما حصل بسبب ذلك من سلبيات خطيرة منها تعليق بعض المتداولين بأسعار مرتفعة جداً كما حدث أول يوم أدرجت فيه (رعاية) و(دلة) و(اسمنت الشمالية).. والآن وقد جربت الهيئة تحديد نسبة الارتفاع ب 10٪ فقط أول يوم وطبقت ذلك في عدة شركات فقد ظهر لهذا القرار سلبيات هو الآخر، منها أن بعض المكتتبين يبيع أول يوم ولو كان سعر الاكتتاب (10) ريالات بلا علاوة إما لحاجة أو جهل، فهؤلاء يخسرون تقريباً إذا حسبنا عمولة الوسيط وضآلة الأسهم المخصصة.
من ناحية أخرى، يكسب آخرون عشرات - إن لم يكن مئات الملايين - بسبب قدرتهم العجيبة على إدخال أوامر شراء كبيرة تسبق كل الأوامر وتحجبها ويتكرر هذا لعدة جلسات كما حصل في (اسمنت أم القرى) وغيرها.. فإذن يكسب أفراد قلة أو شركات وساطة ملايين على حساب الآخرين الذين عجزوا بكل السبل عن إدخال أوامرهم قبل هؤلاء ولو كانت أوامر شراء بأرقام قليلة.. وقد اقترحت فور صدور قرار الهيئة الموقرة ان تكون نسبة التذبذب أول يوم 20٪ للشركات التي بدون علاوة، و10٪ لذوات العلاوة، وهذا أقل ما يفيد المكتتب.. والآن نقترح تحديد عدد الأسهم التي تستطيع كل محفظة طلبها في الأيام الثلاثة الأولى بما لا يزيد عن ألفي سهم، أما ان تكون بعض المحافظ قادرة بخبرتها على سبق الجميع وإدخال أمر بنصف مليون سهم فلن ينال الآخرين غير الحسرات فقد تم حجب طلباتهم إن بانت أصلاً..
الخلاصة أن موضوع تحديد النسبة أول يوم ممتاز ولكن على أن تزاد ويتم تلافي السلبيات بأي وسيلة تراها الهيئة مناسبة ونظامية.