أشرت في المقال الأسبوعي ليوم الجمعة إلى أن المؤشر العام للبورصة قد وصل إلى مرحلة حرجة، فإما أن يتماسك في الأسابيع الثلاثة المتبقية على بدء موسم الإفصاحات، أو أن يواصل تراجعه الذي سجله على مدى ثلاثة أسابيع متتالية.
فما هي فرص ارتفاعه أو انخفاضه، وما هي العوامل التي قد تدفع بهذا الاتجاه أو ذاك؟ ولنبدأ باحتمالات استمرار التراجع دون حاجز الدعم الأخير الذي وصله يوم الخميس الماضي وهو 12450 نقطة:
1-أن المؤشر قد خسر في ثلاثة أسابيع نحو 1244 نقطة، منذ إقفال يوم 29 مايو وأكثر قليلاً من 1500 نقطة إذا ماقيس التراجع عن أعلى مستوى وصله في ذلك اليوم عندما اقترب من 14 ألف نقطة.
وهذا التراجع يشكل مانسبته 37,7% من جملة الارتفاعات المتتالية التي حدثت منذ 26 ديسمبر، وبنسبة 41,7% عن أعلى مستوى وصله المؤشر كما في القياس الثاني. وفي كلتا الحالتين فإن التحليل الفني يرجح استمرار التراجع طالما انخفض المؤشر بأكثر من 30% من الارتفاع الذي تم تسجيله سابقاً,
2-أن أحجام التداولات التي رفعت المؤشر بقوة في الفترة ما بين 26 ديسمبر و 29 مايو، والتي وصلت ذروتها في الأسبوع المنتهي يوم 29 مايو عندما بلغ إجمالي التداول الأسبوعي 10464 مليون ريال بمتوسط يومي 2093 مليون ريال، قد تراجعت بشدة في الأسابيع الثلاثة الماضية إلى أدنى مستوى لها منذ 27 مارس.
وهذا التراجع يعني في حقيقة الأمر أن المتعاملبن الذي جاءوا إلى السوق على وهج التوقعات المتفائلة بأرباح سريعة سواء من موسم التوزيعات أو من اكتتاب مسيعيد، أو من مهرجان الترفيع إلى سوق ناشئة، قد خرجوا من السوق لحين معرفة ما سيحدث للسوق بعد خروجهم.
كما أن المضاربين الذين أشعلوا السوق بصفقاتهم اليومية السريعة قد استكانوا وقلصوا صفقاتهم إلى ما كانت عليه سابقاً. وهذا التراجع في حجم التداول هو السبب الرئيس في تراجع أسعار الأسهم والمؤشر، ولن يعود السوق إلى الارتفاع بقوة إلا إذا عادت أحجام التداول إلى الارتفاع من جديد.
3-أن فترة الأسابيع الثلاثة القادمة قد تخلو من أية تطورات محركة للأسعار، حيث لن يبدأ موسم الإفصاح عن نتائج النصف الأول من العام قبل الأسبوع الثاني من يوليو.
وفي المقابل قد يكون هناك قدر من التفاؤل بارتفاع الأسعار أو باستقرارها على الأقل وعدم انخفاضها خلال فترة الأسابيع الثلاثة القادمة، وذلك للأسباب التالية:
1-أن المستويات الراهنة لأسعار كثير من الأسهم قد باتت منخفضة ومغرية للشراء، مما سيدفع المستثمرين للعودة للسوق ثانية، انطلاقا من أن أفضل وقت للشراء هو عندما تنخفض الأسعار، لا عند ارتفاعها، مع التدرج في ذلك، وحُسن الاختيار.
2-أن تراجع أحجام التداول في حد ذاته سبب للتفاؤل إذا ما نظرنا إليه من زاوية البائعين، فهو دليل على تمسك حملة الأسهم بما لديهم ورفضهم البيع عند هذا المستوى المتدني من الأسعار، وثقتهم بأن الأسعار ستعود للارتفاع ثانية بعد فترة.
3-أن بعض نتائج النصف الأول على الأقل ستكون دافعة لارتفاعات جديدة خلال الأسابيع القادمة.
4-أن نتائج الترفيع الى بورصة ناشئة والتي لم تظهر بعد 2 يونيو-وأقصد بذلك دخول مستثمرين أجانب إلى بورصة قطر- قد تبدأ في الظهور في الفترة الراهنة بعد أن انخفضت أسعار الأسهم بشكل ملحوظ,
5-أن ارتفاع أحجام التداولات والمؤشرات الذي نتج أساساً عن اكتتاب مسيعيد، يمكن أن يتكرر ثانية إذا ما صدر إعلان عن اكتتاب آخر جديد خلال الأسابيع القادمة، فليس من المنطقي توقع العودة إلى الركود من جديد في سوق الاكتتابات، بعد أن ثبت للجميع أنها الطريق الأهم في الجهود المبذولة لتنشيط السوق.
والخلاصة أن الاحتمالات مفتوحة على كلا الاتجاهين، ولكن من المرجح أن لا تحدث ارتفاعات أو انخفاضات قوية على غرار ما حدث في الأسابيع الثلاثة السابقة، بل تباطؤ واستقرار، بانتظار حدوث معطيات جديدة...
وما كتبت هو رأي شخص يحتمل الصواب والخطأ.. والله أعلم.