في الماضي القريب كان الهم الأكبر لكل دولة من دول العالم وخاصة الصناعية هو التخطيط لمعرفة كميات الكهرباء والطاقة التي سيتم استهلاكها عندما يقترب الصيف أو الشتاء.
وتقوم تلك الدول بوضع قوانين واضحة حول كمية الاستهلاك وكذلك إرشادات حول استهلاك الطاقة، بل ان الكثير لديها خطط وتعليمات تبدأ من البيت وتنتهي بالمدرسة حتى لمن هم في سن صغيرة.
وعندما تكون مصادر الطاقة لبعض الدول هي أحد روافد الدخل القومي فتقوم هذه الدول المنتجة للنفط مثل النرويج بوضع خطة وطنية تشمل خططا تمكنها من الاستفادة من مصادر الطاقة لأطول فترة ممكنة. ولهذا السبب تعتبر أسعار الوقود لديها هي الأعلى في العالم.
وإلى وقت قريب لم تكن المملكة لديها أي عوائق فيما يخص كميات الاستهلاك. بل ان الدولة قامت مشكورة بدعم كل ما هو ضروري في مجال الطاقة، وخاصة فيما يخص المشتقات البترولية كجزء من حرص الدولة على راحة المواطن وعدم إثقال كاهله بمصروفات لأمور ضرورية في حياته اليومية.
وأصبح سعر البنزين والديزل لدينا من أرخص الأسعار. ومع توسع المدن وزيادة عدد السكان وكذلك زيادة أعداد المصانع الكبيرة أصبح هناك توجه تصاعدي في كميات الاستهلاك، وأصبح الفرد السعودي يستهلك أكبر نسبة بما يخص مصادر الطاقة في العالم.
وحيث إن البترول يعتبر مصدرا أساسيا للدخل القومي في المملكة فقد أصبح لزاما على المواطن أن يعي أمورا كثيرة فيما يخص أسلوب الحياة اليومية عند التعامل مع مصادر الطاقة.
ولابد للهيئات المختصة أن ترى وتتبع أساليب لكي تقوم بتوفير الطاقة المستهلكة حتى لو كان ذلك من خلال رفع سعر بعض المشتقات البترولية بنسبة بسيطة لا تؤثر على حياة المواطن العادي.
فعند رفع نسبة بسيطة سيكون له مردود إيجابي للدخل القومي وممكن الاستفادة من هذا الدخل في تطوير بنية تحتية أفضل لكثير من المدن أو من الممكن الاستفادة منها في مجالات الصحة.
ولكن وصلنا إلى مرحلة أصبح لدينا الاستهلاك الأكبر بسبب تدني أسعار الطاقة مقارنة بجميع الدول ومنها دول جوار توجد بها ثروات بترولية. ففي الوقت الحالي اقترب موسم الصيف وسيكون الطلب عاليا على الكهرباء، وهذا بدوره سيزيد من استهلاك الوقود الذي يتم استخدامه لإنتاج الكهرباء.
وتقول بعض المصادر إننا نستهلك طاقة كهربائية وكميات من المشتقات البترولية تزيد بكثير عن دول عدد سكانها أضعاف السكان في المملكة.
وفي نفس الوقت لا بد من الاستمرار في الحملات الوطنية فيما يتعلق بنوعية الأدوات الكهربائية أو المستهلكة للطاقة بصورة كبيرة.
ففي هذه الأيام هناك خطة مهمة حيال التخلص من المكيفات المستهلكة للطاقة والرديئة الصنع، ولا تعطى التبريد الذي يعادل ما تستهلكه من الطاقة.
ومن المعلوم أن أجهزة التكييف هي من أكثر الأشياء التي تستهلك طاقة بالامكان الاستفادة منها.
ويأتي هنا أيضا دور الأسرة في الترشيد في الاستهلاك وإطفاء أي جهاز كهربائي في حالة عدم الاستخدام و خاصة نحن مقدمون على فصل الصيف وتكون معظم الأجهزة في وضع التشغيل والسبب يرجع إلى طول السهر في ليالي الصيف ومن ثم النوم تحت مكيفات تستهلك طاقة عالية.
إن المحافظة على مصادر طاقتنا هو واجب ليس للتوفير في فاتورة الكهرباء الشهرية، بل هو واجب وطني للمحافظة على مقدرات هذا البلد.
نقلا عن اليوم