كيف تنجح المنشآت التجارية الناشئة؟

02/06/2014 0
عبدالرحمن الرحيلي

النجاح في عالم الأعمال ليس سهلاً وليس مستحيلاً، فالسهولة والصعوبة أمران نسبيان يتوقفان بدرجة كبيرة على إرادتنا، وطريق النجاح لا يمكن أن يكون نجاحًا دائمًا ولا فشلاً دائمًا، إنما معظم حالات الفشل في المنشآت التجارية تكون في السنوات الأولى لإنشائها.

فالشخص الذى يحلم بإنشاء مشروعه الخاص يسعى لنمو ثابت ومتوازن للوصول إلى الريادة والنجاح، وقد يدفعه التفائل إلى إغفال التخطيط السليم والادارة الحكيمة للمشروع، وينتهي به الأمر إلى الاستسلام والتخلي عن المشروع في مراحلة الأولى.

ولتخطي هذه المرحلة والحفاظ على نجاح هذه المنشآت أكتب اليوم عن مقومات النجاح في المنشآت التجارية الناشئة، وهي في أبسط تعاريفها المشاريع الاقتصادية المؤسسة حديثا، سواء كانت صناعية أو تجارية أو زراعية أو خدمية.

ومعيار النجاح لتلك المنشآت هو قدرتها على النمو والتطور والاستمرارية والمنافسة، وأغلب أسباب الفشل في المنشآت التجارية تكون قائمة منذ انشائها، وإن لم تظهر علامات الفشل إلا أثناء أو بعد الإنشاء، وإن كان النجاح والفشل قدرا فإن الأخذ بالأسباب امتثالا للتوجيه الرباني «وامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور» هو مفتاح النجاح.

فهو سنة ربانية يجب علينا الاجتهاد فيها وليس الاعتماد عليها, لأن السبب لا ينفع ولا يضر إلا بمشيئة الحق سبحانه وتعالى.  

وأول أسباب النجاح لأي مشروع تجاري الإعداد الجيد للمشروع ابتداءً بدراسة فكرة المشروع، وتكاليف إنشائه وتشغيله، وقدرته على الاستمرار والمنافسة والربح، ومن ثم يبدأ دور الادارة.

فكثير من المشاريع التجارية يكون التخطيط لها جيدا، وما أن يبدأ العمل الفعلي في المشروع حتى تظهر بوادر تعثره نتيجة لسوء الإدارة، فتتدمر الأحلام ويتوقف المشروع بسبب سوء إدارته، وبالأخص إدارة الموارد المالية فيتعرض المشروع لعجز مالي ناشئ عن نفقات غير مجدية في  بداية المشروع، وبالتالي لا يجد مالك المشروع السيولة الكافية لاتمامه ويتعثر المشروع على باب النجاح.

وإذا قدر للمشروع ولاقى نجاحاً عند نشأته فإن استمرار النجاح لفترة طويلة مرهون بتميز المشروع وقدرته على الابتكار، إذ يعتمد النمو على تطوير وتحسين خدمات المنشأة وإضافة مزايا جديدة ومبتكرة للعملاء، لأن النجاح يجذب المنافسين.

وعلى المنشأة أن تحافظ على مستوى الإبداع عاليا للحفاظ على العملاء، فهم الرصيد الحقيقي للمشروع، وكل تخطيط دونهم جهد ضائع.

 

 وأخير أذكر بنصيحة الآباء : «لا تركض قبل أن تتعلم المشي».

نقلا عن اليوم