الإسكان والأرض.. أين المشكلة؟

27/05/2014 0
د‌. بسام بودي

بالأمس أعلن أمين الأحساء الأستاذ عادل الملحم أن أمانة الأحساء سلمت أراضي مساحتها 224 مليون متر مربع ضمن المخطط الهيكلي للأحساء لوزارة الإسكان، وهذه المساحة لا تكفي لمشاريع الإسكان في الأحساء فحسب، بل لجميع مشاريع الإسكان في المملكة.

فهذه المساحة يمكنها على أقل تقدير احتواء 500 الف وحدة سكنية وهي تعادل إجمالي عدد الوحدات التي تستهدفها وزارة الإسكان ضمن المكرمة الملكية.. وبالتالي نهنئ المحللين والكتاب والمسؤولين الذين يرفعون شعار «أن الأرض هي المشكلة» بحل المشكلة نهائياً بعد استلام الوزارة هذه المساحة الضخمة والتي يمكن أن تستوعب جميع مشاريع وزارة الإسكان.

أعلم أن هذه الأرض متاحة في مدينة محددة ضمن منطقة محددة، وأن الحاجة متوزعة على مناطق مختلفة من المملكة.. ولكن السؤال الأول هو: هل استلام وزارة الإسكان  لهذه الأرض سيحل مشكلة الإسكان في المنطقة الشرقية أو على الأقل في منطقة الأحساء؟.. والجواب في رأيي لا.. والسؤال الثاني هو: لو حذت الأمانات الأخرى حذو أمانة الأحساء وخصصت مئات الملايين من الأمتار لوزارة الإسكان هل ستحل مشكلة الإسكان؟.. والجواب في رأيي لا. إن مشكلة الإسكان أكثر عمقاً وتشعباً من موضوع الأرض.. والأرض لا شك أنها عنصر رئيسي في منظومة الإسكان، ولكن هناك عناصر كثيرة ومنظومة مترابطة يجب أن تدرس وتعالج وتدعم؛ حتى نتمكن من وضع اللبنات الأساسية لحل مشكلة الإسكان، فاليوم على سبيل المثال مشاريع الإسكان الخاصة تعاني من نقص العمالة والارتفاع الحاد في تكلفتها، مما انعكس على تكلفة الوحدات السكنية وتضاعف أسعارها.. لذا يجب أن نرفع نظرنا إلى الأعلى لنكتشف أبعاد المشكلة الحقيقية للإسكان وللتعامل مع جميع جذورها وفروعها بعيداً عن العواطف والأهواء.

نقلا عن اليوم