طالعتنا وسائل الإعلام الاقتصادية منذ أيام على تصريح المستثمر السويسري مارك فابر (المعروف بتشاؤمه) أن الأسهم الأمريكية ستكون على موعد مع انهيار أسوأ مما شهدته عام 1987.
والسؤال هنا: هل هو خبر لتنبيه مرتادي أسواق المال العالمية أم أنها ثرثرة للمساعدة على التجميع التكتيكي...
والمعروف أن الأسواق والمستثمرين، حتى القانون الأمريكي يحارب مروجي الشائعات والمستفيدين منها بطريقة غير شرعية، فهل يكون هذا التصريح جزءا رسميا لهذه الشائعات للمساعدة على البيع وإدخال مزيد من الرهبة والضعف لدى المتعاملين الجدد على الأقل، خصوصا أن هذا المستثمر كانت له سابقة في مثل هذا التصريح في أغسطس من العام الماضي، حيث عاكسته الأسواق بارتفاع كبير عام...
والغريب في ذلك أنه يتحدث بكل ثقة عن هذا الانهيار ويعرف الجميع وخصوصا في الآونة الأخيرة في جميع أسواق المال أن من يملك معلومة دائما أو غالبا ما يحتفظ بها لنفسه إلا ما ندر، فلماذا لم يصرح بالإيجابية السابقة ويكتفي فقط بالتصريحات السلبية؟ كما أن تصريحاته لا تخلو من كلمة أعتقد وهي دائما ما تتواجد لخط الرجعة.
وبالنظر إلى التصريحات التي تتحاذف علينا، خصوصا من الأسواق الأمريكية يجد أن هذه الأسواق أصبحت كالقماش يلقيها الخياط تارة يمينا وتارة يسارا، حسب الوضع الذي يريده.
والغريب في الأمر أيضا أن هذا المستثمر أفاد بأرقام للهبوط عن بعض المؤشرات دون تحليل مؤكد ليناقض تصريحه بأنه غير متأكد من الرقم وهذا يدل على تصريح غير دقيق.
كما عارضه بعض المحللين ممن يتعاملون مع المؤشرات ويجيدون القراءات الفنية، حيث لا يوجد أي مبررات أو معطيات تشير إلى هذا الهبوط، إلا أن العامل النفسي يلعب دورا مهما في حركة هذه الأسواق لانعدام الثقة بها، خصوصا بعد انهيار عام 2008.
واقتنع الغالبية العظمى منهم بأنه لا يوجد استثمار بأسواق الأسهم لسرعة تقلبها ودورانها وتأثرها السريع بأي أحداث أو أخبار.
وقد هبطت أسواق العالم تبعتها أسواق المنطقة متأثرة بهذا التصريح الذي لا يوجد به أي دلالات أو معطيات سوى أنه من مستثمر معروف بتشاؤمه الدائم، الذي يعتقد أنه متعمد به، ليرتد بعدها بشكل إيجابي بعد امتصاصها الصدمة مرة أخرى، ولا نستبعد بأن يكون هذا التصريح لأجل التجميع، خصوصا أن كل العوامل الحالية والفنية تشير إلى الارتفاعات إلى أرقام جيدة لأسواق العالم، وبعض أسواق المنطقة في عام 2014 بخلاف بعض أسواق الخليج التي لا زالت تعاني عوامل داخلية خاصة بها.
وأضاف (فابر) أنه يعتقد أن السوق يستيقظ ببطء على حقيقة مفادها أن "البنك الفيدرالي مؤسسة تتسم بالجهل.. ليست لديهم فكرة عما يفعلون وهذا يعني بالتبعية- حسبما أرى- أن ثقة المستثمرين آخذة في التناقص".
والمعروف أن البنك الفيدرالي لا يتحرك بتصريحاته عبثا، بل من خلال عدة دراسات وبيانات أمريكية، وأخيرا فإن رؤية فابر التشاؤمية تتعارض مع ما يراه رئيس مجلس الإدارة السابق لـ «ليغ ماسون كابيتال منجمنت» بيل ميلر الذي أشار في وقت سابق هذا الأسبوع إلى أن العوامل الملازمة للسوق السيئ لا وجود لها حاليا.
جديرا بالذكر بأن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها فابر عن انهيار مشابه لما حدث عام 1987، حيث توقع ذلك في أغسطس، لكن مؤشر «إس آند بي» ارتفع على النقيض بنحو 9 % منذ ذلك التوقيت.
اقتنع الغالبية العظمى منهم بأنه لا يوجد استثمار بأسواق الأسهم لسرعة تقلبها ودورانها وتأثرها السريع بأي أحداث أو أخبار.