هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه أو يحتاج إلى إجابة، فبعد أن أوجد النفط السعودي البترودولار في النصف الأول من السبعينيات الميلادية هل يُنهي النفط الإيراني ما بدأهُ النفط السعودي عن طريق قبول الذهب كثمن مقابل بيع النفط ؟
هذا التوجه دفع بالولايات المتحدة للسعي لإيجاد حل لخلافاتها مع إيران من أجل المحافظة بالدرجة الأولى على الدولار كعملة رئيسية للاحتياطي العالمي، و ذلك بعودة إيران مرة أخرى للتعامل بالدولار والابتعاد عن قبول الذهب كثمن لبيع النفط.
فبعد أن تضررت المؤسسات المالية الإيرانية بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي بدأ شركاء إيران التجاريين يواجهون صعوبات في تسديد الدفعات للبنوك الإيرانية، مما أدى لإيران بالبحث عن وسائل بديلة لتسوية المعاملات التجارية بما في ذلك صفقات المقايضة المباشرة للالتفاف حول الحظر، و بالفعل بدأت إيران بالتحرك للتخلي عن الدولار في تعاملاتها المالية من عام 2007م.
وبعد أن طلبت (إيران) بشكل مباشر من عملائها عدم الدفع بالدولار أوقفت التعامل بالدولار بشكل نهائي في مبيعات النفط بنهاية عام 2008م ؛ حيث تمكنت من تحويل كافة المدفوعات المتعلقة بتصدير النفط إلى عملات غير الدولار مع بداية الربع الثاني من عام 2012م ، و أصبحت جميع العمليات المالية للبورصة الإيرانية تتم بعيدًا عن الدولار، و أعلنت إيران على لسان رئيس البنك المركزي في 28 فبراير 2012م أن إيران ستقبل بدون تحفظ من شركائها التجاريين الدفع بعملاتهم المحلية أو بالذهب .
ومع خطوة قبول إيران للذهب بدلاً من تحويل العملة من الدول المستوردة للنفط قامت بعض الدول مثل اليونان _التي تستورد نصف احتياجاتها من النفط من إيران_ بالترحيب بهذه الخطوة، لكن المشكلة التي واجهت اليونان أن جزءًا من خطة الإنقاذ المالية من الدول الأوروبية لليونان _و التي تمت الموافقة عليها مسبقا_ تم تعديلها لتشمل الذهب اليوناني كجزء من خطة الإنقاذ ليصبح من حق البنوك الأوروبية الحصول عليه في حال تخلفت عن الدفع.
تلك الجزئية من خطة الإنقاذ والتي تتعلق بالذهب اليوناني كانت بعد إعلان إيران عن قبول الذهب في تعاملاتها التجارية مع شركائها مثل اليونان ؛ حيث تسبب الحظر _الذي ينص على منع إيران من تصدير النفط و الحصول على العملة الصعبة (البترودولار) لتمويل برنامجها النووي_ بتحويل تعاملات إيران التجارية من البترودولار إلى البتروذهب، مما أجبر الإدارة الأمريكية على إعادة النظر في هذا الحظر، و بالفعل بدأت الاجتماعات في (مسقط) شهر مارس من عام 2013م _برعاية السلطان قابوس عُمان_ بين الولايات المتحدة وإيران توصّل خلالها الطرفان إلى اتفاقية تنهي هذا الحظر، و التي كانت أهم بنودها منع إيران من قبول الذهب مقابل النفط أو أي تعامل تجاري آخر.
إذن الولايات المتحدة باتفاقها مع إيران تحاول إبعاد إيران أو بمعنى آخر كسر المثلث الصيني الروسي مع إيران اللذان يدعمان توجه تعاملات الذهب مقابل النفط بدلاً من الدولار، لذا نرى أن من أهم قرارات الاتفاقية هو منع إيران من قبول الذهب كثمن مقابل بيع النفط، بمعنى آخر .. الولايات المتحدة سعت لقطع الطريق على روسيا والصين باستمالة إيران إلى جانبها.
و هو ما تحدثت عنه في مقالة سابقة تتعلق بالأسباب الحقيقية للاتفاق الأمريكي الإيراني ، و تطرقت فيها إلى أن الولايات المتحدة و حلفاؤها من الدول الأوروبية يحاولون منع الصين من دفع دول أخرى مثل (روسيا، إيران تركيا، الهند، البرازيل وفنزويلا) إلى تبني مبدأ التحول من الدولار كعملة للاحتياطي العالمي إلى الذهب كضمان للإصدار النقدي من خلال سلة عملات لتلك الدول ذات التعاملات التجارية العالية كالصين، الهند، روسيا، إيران و تركيا.
خلاصة القول هي أن هذا الطرح ليس دفاعاً عن إيران و لا عداءً للولايات المتحدة، و لكن هي محاولة لفهم أبعاد السياسات التي تدور حولنا و تهم دول المنطقة و بالتالي يجب علينا البحث عن الأسباب الحقيقية و ليس المعلنة فقط لأن تأثير تلك السياسات قد لا يحدث مباشرة و لكن التأثير قد يأتي مستقبلاً، و هو ما نحاول أن نصل إلى معرفته قبل أن نُفاجئ بحدوثه.
كان هناك حل اسهل بكثير للولايات المتحدة الامريكية وهو ضربة جوية بالطائرات وصواريخ كروز وتوماهوك ولاتستغرق ١٢ ساعة بالكثير تستهدف كل منشأت دولة المجوس الفارسية وكل مايتعلق بالانتاج النفطي وحتى مصانع الانابيب والصلب وغيرها ، وتتخلص من خطر بيع دولة المجوس للنفط بأي عملة او مقابل اي سلعة وفي نفس الوقت لاتخسر علاقتها مع حليفها وصديقها الاستراتيجي بلادنا السعودية بل تستطيع ان ترسل رسالة واضحة لايران تخبرها ان بيع النفط بغير الدولار خط احمر وصدقني لن يفكر المجوس مجرد تفكير ان يتجاوزوا هذا الخط ولكن هدف اميركا من التصالح مع دولة المجوس ليس بيع النفط بغير الدولار بل اهداف اخرى ولكن لن تتحقق بحول الله ولولا ضيق الوقت لوضحت كل هذه الاهداف
لايحتاج ان تخسر بحرب مليارات جديده. تعرف ان حلفائها يخشون من ظلهم ولن يخرجو من الدائرة الامريكية, اعطت ايران ماتريد في المنطقه وردت ايران بالتنازل عن النووي والفريق الاخر زاد بضخ الميارات في المؤوسسات الامريكية . الرابح ايران ثم امريكا والخاسر الخليج .