ملتقى العقار الى اين

09/04/2014 11
صالح الروضان

تم تنظيم الملتقى الاسبوع الماضي بمدينة الرياض ودعي اليه مجموعة من الكتاب والمهتمين وجمع غفير من العقاريين تناول ضيف الملتقى حديثه عن اهمية السكن ومسئولية توفير سكن لكل مواطن ثم ذكر ان الدولة هي العائق ويجب ان تبتعد عن هذه المسألة ثم تناول النمو السكاني المتزايد وهذا من شأنه ان يزيد الطلب لذلك الاسعار ترتفع وفقا لذلك وخلص الى ان الاسعار الحالية تعتبر منطقيه وقابله للزيادة وعلى المواطنين الشراء ومن لم يستطيع فعليه الذهاب الى البنوك لتمويل عمليات الشراء كذلك اقترح ان تتحمل الدولة الفوائد على القروض ويدفع المواطن اصل القرض بهذه الاسعار المرتفعة.

انتهى الحديث وبدأت مداخلات الحضور مابين مؤيد وبشدة خصوصا من طرف العقاريين ومابين ملتزم الصمت ولاادري لماذا حضروا مع ان منهم الكثيرون ممن يعشق الظهور والحديث في كل مجالات الحياة وبكل وسائل الاعلام .

ومنهم من عارض كلام الضيف بحجج يرون انها دليل على بطلان كل ماقدمه الضيف من استنتاج ومتناقضات قدم كلا منهم مداخلاتهم بامثله واقعية وحجج منطقيه, وتساؤلات اغلبها ظلت بدون تعليق او اجابة من الضيف.

بعض المشاركين اثار اسئلة جدا مهمة ومنطقية ولم تتم الاجابة عليها الى الان اعتقد انها اهم بكثير من كل الحديث الذي تفضل به الضيف مشكورا.

انتهى الملتقي بنقاش حاد وانفجر الهدوء الى ضجيج بعد ان ارتفعت وتيرة الضجر من بعض الحضور ومن الواضح ان بعض الحضور تفاجأ بما يدور ويدار.

تم خلال الملتقى توظيف قانون العرض والطلب واقحم هذا القانون عنوة بالرغم من عامل الاحتكار الذي يعرف الجميع انه يلغي هذا القانون.

كذلك تم توظيف عامل الكثافة السكانية وتم توظيف النمو السكاني باجمله من مواليد وخدج ذكورا واناث ليصب في كفة الطلب مع ان الجميع يعلم ان الفئة التي تبحث عن تملك مسكن او ارض هي الاعمار مابين 35-50 سنة وفقط الذكور منهم.

تم توظيف ندرة العرض كسبب في ارتفاع الاسعار مع ان الكل يدرك ويشاهد ان المساحات "المطورة" كبيرة جدا وتكفي لسد العرض لكن الملاك يحجمون عن عرضها للبيع لسبب واضح وهو ان عامل الزمن لايكلف ابدا والعرض محتكر والطلب موجود.

تم اتهام الحكومة بتعقيد حل المشكلة بسبب تدخلها المباشر في الحل وتقديم الحلول في نفس الوقت تم اتهام الحكومة بالتقصير.

الكل متفق على ان تكلفة الارض يجب ان لاتتجاوز 30-40% من قيمة السكن ومع ذلك جميع العقاريين يرون ان المشكلة في دخل الفرد وليست في سعر الارض او العقار.

تم الاستعانه بتكلفة تطوير الارض الخام وايصال الخدمات كمبرر لرفع الاسعار والتي تجاوزت 2000 ريال كمتوسط لشمال الرياض مع العلم ان تكلفة التطوير مع خصم مساحات الشوارع والخدمات العامة لا تتجاوز 340 ريال للمتر المربع الصافي وهذا على لسان احد كبار العقاريين المتواجدين اما الخدمات فالحكومة هي المسئولة عن ايصالها.

خلال مداولات الملتقى ومداخلات كل من يعمل بالسوق العقاري اتضح لي شخصيا ان هناك اتفاق شبه كامل لكل من حضر من العقاريين على بث رسالة الى المواطنين والحكومة بان الاسعار ليست عاليه وان المشكلة بدخل المواطن وان اسعار الاراضي سوف تزيد ويجب على الحكومة ان تبتعد عن حل هذه المشكلة تحديدا وزارة الاسكان.

لذلك اعتقد ان الملتقى لم ينجح في تقديم روئية اقتصادية محايده واضحة ولم ينجح في الاستعانة بمن يجب ان يتحدث وله القدرة على نقاش الحضور او على اقل تقدير تقديم دراسة ميدانية علمية يمكن من خلالها اقناع الحضور والمشاهدين بالاجابة على عنوان الملتقى اجابه واضحة ومنطقية فما تم تداوله في الملتقى من وجهة نظري الخاصة ليس الا "هذرولوجيا" مكرره نسمعها في كل مجلس عقاري.